أقفلت سوق الأسهم السعودية تداولاتها أمس منخفضة 13 نقطة، فيما تجاوزت قيمة السيولة 3 مليارات ريال. وجاء هذا الإقفال المتراجع بضغط بيعي واضح على أسهم شركات القطاع المصرفي وخصوصا الراجحي وبنك ساب والفرنسي والعربي، فيما كان تماسك سهم سابك وسافكو وصافولا وموبايلي عاملا جيدا في استقرار المؤشر وتخفيف الضغط البيعي على حركة المؤشر العام، ما قلص خسائر الجلسة التي قاربت النقاط المكتسبة بتداولات الثلاثاء وقدرها 44 نقطة، لتقفل السوق عند مستوى 6801 نقطة. واكتست كل القطاعات باللون الأحمر إلا أن انخفاضها كان طفيفا، عدا قطاعات الزراعة والخدمات والتأمين، وكان قطاع الزراعة والخدمات أغلق إيجابيا باستمرار أداء أكبر شركتين فيه، وهما المراعي وصافولا، فيما كان أداء قطاع التأمين إيجابيا بارتفاع أكبر شركاته وهي التعاونية وميد غلف والمتحدة، أما باقي الشركات والتي اكتست باللون الأحمر فقد كان انخفاضها طفيفا نسبيا. وانخفض قطاع الاتصالات بصورة طفيفة نسبيا بانخفاض سهم شركة موبايلي بربع ريال عن إقفال الثلاثاء، إلا أن سهم الاتصالات السعودية أقفل بدون تغيير ليحافظ مؤشر القطاع على توازن أدائه. أما القطاع المصرفي فجاء أكثر القطاعات انخفاضا بتأثير من بنوك ساب والعربي الوطني والإنماء والجزيرة والراجحي في الوقت الذي استطاع سهم سامبا والرياض والاستثمار التماسك والإقفال عند مستويات إغلاقات الثلاثاء. ويعتبر الإغلاق على هذا المستوى عند مفترق طرق، فهناك أمران لا ثالث لهما، إما اختراق 6820 نقطة والانطلاق لتجاوز مقاومة 6844 نقطة أو كسر 6767 ومن ثم العودة لدعم 6580 نقطة. فأداء المؤشر وضغط البيع على القطاع المصرفي ربما يشكلان تهديدا للموجة الصاعدة الحالية التي يسير خلالها المؤشر العام. ولا شك أن الأسبوع المقبل الذي سيتزامن مع بداية صدور نتائج الفترة للربع الأول من هذا العام، سيكون حاسما ومهما لتحديد المسار وأيهما سيختار المؤشر السير فيه، فالكثير من المتداولين يعلقون آمالا عريضة على تحسن نتائج القطاع المصرفي وربما يكون صدور نتائج أي بنك خلال الأسبوع المقبل مقياسا نسبيا لأداء باقي الشركات، وبالفعل فإن حالة التفاؤل التي عاشها المؤشر واخترق فيها مقاومة 6580 ومن ثم 6767 تستوجب وجود محفزات حقيقية تتوافق مع الارتفاعات التي تحققت وتعززها لمواصلة المسار إلى حاجز 7000 نقطة. أما في حال صدور النتائج بأقل من التوقعات المتفائلة فإن الأوضاع ستتحول إلى السلبية الحادة خلال الفترة المقبلة، ولذا فإن تداولات الأسبوع المقبل ستكون مفصلية وحاسمة بالفعل. وعلى الصعيد الفني للمؤشر، نلاحظ أن سابك تماسكت بشكل جيد عند نقطة 98.75 وهذا ما يبعث على الاطمئنان نسبيا، إلا أنها لم تستطع العودة إلى حاجز 100 ريال مرة أخرى، بيد أن إقفالها عند 99.5 ريال يعزز من حالة الاطمئنان من تماسك السهم وعزمه على العودة لتجاوز 100 ريال. أما سهم الراجحي فقد بث القلق في نفوس المتداولين بكسره لسعر 85 ريالا لكن العودة والإقفال فوق 85.5 شكل ارتياحا نسبيا قد يحوله للإيجابية وإمكانية اختراق مقاومة 86.25 واختبار مقاومة 88 ريالا تمهيدا للوصول للمقاومة المرتقبة عند 93 ريالا. ويتوقع أن تكون تداولات السبت حامية وذات تذبذبات قوية، وذات طابع حاد مع صراع قوي بين قوى البيع التي ستواصل محاولات الضغط على الأسعار فيما ستكون قوى الشراء جاهزة لمقاومة قوى البيع، ويبدو أن الغلبة حسب المؤشرات الفنية ستكون لصالح قوى الشراء، إذ يتوقع أن تتبدل الأحوال إلى الإيجابية مع نهاية تداولات السبت أو الأحد والوصول لمستويات 7047 نقطة.