أغلق سوق الأسهم في آخر أيام تداولات الأسبوع المنصرم بارتفاع طفيف بعدما قلص مكاسبه نتيجة ضغط الكميات المعروضة على أسهم سابك التي ارتفعت بعد صدور نتائجها الإيجابية التي فاقت التوقعات المتشائمة ليس فقط من المتابعين، ولكن أيضا رئيسها التنفيذي الذي عبر قبل فترة وبعيد صدور نتائج الربع الثالث عن عدم تفاؤله للربع الرابع في تحقيق نفس النمو الذي تحقق في الربع الثالث. ولكن النتائج وفور الإعلان عنها شكلت مفاجأة نهضت بالسهم ليخترق حاجز التسعين ريالا لأول مرة منذ أكثر من سنة، وافتتحت التداولات بفجوة سعرية عن إغلاقه لليوم السابق بسعر 90.25 ريالا، وتوالى صعود السهم حتى وصل إلى سعر 91.75 ريالا ليواجه عروضا بيعية مكثفة عند هذه الأسعار، وكان هناك تنافس قوي على الشراء فوق سعر التسعين إلا أن كميات العرض فاقت كميات الطلب، ومن ثم كسر السهم مرة أخرى حاجز التسعين بعد صموده إلى ما قبل نهاية الجلسة بساعة. وهبط المؤشر من أعلى مستوياته عندما صعد إلى نقطة 6424 نقطة لكنه لم يصمد كثيرا هناك وأغلق مرتفعا بخمس عشرة نقطة، قلصت من المكاسب ليغلق عند نقطة 6382 نقطة . وحفل الأسبوع المنصرم بالإعلان عن معظم الشركات التي لم تعلن خلال الأسبوع الماضي وحملت النتائج مفاجآت سارة للبعض منها وأخرى سيئة، فيما لم تكن نتائج أخرى خارجة عن إطار التوقعات. وكان من الملاحظ أن تفاعل الأسعار والمؤشر مع النتائج عكسيا، فهناك شركات أعلنت عن أرباح قوية لكن أسهمها تعرضت لضغط مفتعل، وهذه الشركات هي شركات اعتاد المتدالون على أن يشاهدوا استمرارا لنمو أرباحها ونجاحها مثل: صافولا، جرير والمراعي وخصوصا الأخيرة التي فوجئ المتداولون بهبوط سعر سهمها بنسبة قاربت 5 في المائة وسط حيرة كبيرة من هذا السلوك الذي ربما يجسد مقولة البيع عند الخبر من المحافظ التي قامت بالشراء المبكر وارتفع السهم قبل صدور النتائج. ومن النتائج التي لم تحمل مفاجآت ولا يتوقع أيضا في المستقبل القريب أن تحمل مفاجآت مع استمرار نهج الخسائر التي اعتادت عليه منذ تأسيسها متعللة بانخفاض الطلب أو ارتفاع أسعار المخزون إلى آخر تلك الأسباب التي تدل بوضوح عن ضعف الإمكانيات المهنية والإدارية التي تؤهل القائمين عليها من انتشالها من كابوس تراكم الخسائر وتآكل رأس المال الذي سيكون بعد فترة ليست بالبعيدة . كما أن القطاع المصرفي والذي أعلن عن نتائج يمكن وصفها بالمطمئنة بعد فترة توجس وقلق أصاب الكثير من المستثمرين؛ جراء ما قد تتعرض له البنوك من خسائر نتيجة تأثرها بأزمة القروض المتعثرة وانتهاج تلك البنوك سياسة الصمت المطبق، كأسلوب تدير من خلاله شؤونها بعيدا عن قلق المتابعة والإفصاح والشفافية، ما زال تحت ظلال هذه السياسة ولم تستطع النتائج القوية لأسهم أقوى بنكين في القطاع هما الراجحي وسامبا من استعادة الثقة المفقودة والتي تحتاج إلى المزيد من العوامل المعروفة والتي لا تحتاج إلى ذكر وتوضيح . ومما سبق استعراضه يمكن القول: إن المؤشر ومن خلال تداولات الأسبوع الماضي التي وضح فيها ميله إلى اختراق حواجز المقاومة ونجاحه في البعض منها وإخفاقه في البعض الآخر مثل نقطة 6424 والتي تمثل مقاومة 61 في المائة للموجة الصاعدة الفرعية المتكونة من نقطة 5926 كدعم ونقطة 6580 كمقاومة. كذلك لوحظ أن ميل هذا الاتجاه للاهتمام باختراق المقاومات كونه لم يهبط إلى نقاط دعم أكثر من نقطة 6350 نقطة فيما تتكون نقاط دعم أخرى تتمثل في 6320 و6305 و 6292 وأخير 6240 نقطة والتي تعتبر نقطة دعم مهمة تسبق نقطة دعم إيقاف الخسارة المتمثلة في نقطة 6175 نقطة. ولذا نتوقع أن يقع المؤشر في نمط حيرة واضح ما بين نقطة دعم 6470 تليها نقطة 6508 ما يحظى بدعم جيد وقوي عند نقطة 6320 ثم 6280 نقطة. أما سهم سابك فهو أيضا في وضع متماسك عند أسعار تبدأ من 89 و 88.75 و87.5 فيما يجد السهم مقاومات واضحة عند 92 و 94.5 وحتى 98 ريالا كسعر مقاومة حرج.