في كل بيئة اجتماعية -إن كانت بيئة أسرة ومنزل أو بيئة عمل وإنتاج أو حتى بيئة صداقة أو عداوة- هناك بعض النماذج التي تحاول دائما أن تزرع العراقيل، وتوتر الأوضاع، وتصنع لحظات الاحتقان. هؤلاء لم يأتوا من الفضاء أو يهبطوا علينا من المريخ أو زحل، ولكنهم منا وفينا ومعنا، وغالبا هم بعض الأبناء أو الأشقاء أو الزملاء أو الأصدقاء. ويمكن أن تكون جيناتهم نفس جيناتنا، ومعاناتهم مثل معاناتنا، وربما شفافيتهم تفوق شفافيتنا، ولكنهم في لحظة ما يقلبون علينا ظهر المجن، ويتحولون إلى أناس وأشخاص آخرين. مرة بالتمرد على قوانين الحياة المنطقية التي غصبا لا بد أن نلتزم بها ولو لم نكن مقتنعين بمضامينها، وأحيانا يكون بالمبالغة في التقيد بما لا يلزم من أنظمة العمل، وجعل غير الأساسي أساسيا وتهميش المفترض أن يكون أساسيا. أما الكارثة الكبرى فهي تزييف الحقائق، وقلب الوقائع رأسا على عقب، وتقديم المعلومة المضللة التي تجعل الأب أو المسؤول أو الصديق يتخذ موقفا عنيفا، بناء على مسوغات غير صادقة. إن الافتعال هو جذر المسألة في هذه المواضيع، وبه ومن خلاله تنقلب الحقيقة رأسا على عقب. فمتى نتخلى عن كل هذا، ونعود أسوياء أو على الأقل شبه طبيعيين، كي يليق بنا أن نحمل مسمى إنسان؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة