سألني صديقي العتيد بحرقة جارحة: - لماذا لا نعرف الفرح؟ التفت حولي وتذكرت مئات النكات وعشرات المواقف الساخرة واستعدتها أمامه، لعلني أنتشله من حيرته، وأدحض تساؤلاته في مهدها، ولكنه انتفض كطائر الفينيق من رماده، ورد علي بصوت جريح: دعك من كل هذا، وحدق حولك. - عندما نتزوج تجدنا نفكر في تسديد الديون ومواجهة طلبات الأبناء الذين لم يأتوا بعد، دون أن نستمتع ليلة واحدة ببهجة الحياة الجديدة التي اقتحمنا أسوارها. - عندما نتخرج من الثانوية أو الجامعة أو الكلية نفكر ألف مرة في المسار الذي سوف نختطه لحياتنا دون أن نبتهج بتلك اللحظة التي خرجنا فيها من عالم إلى عالم آخر. - عندما نتورط في شراء أرض في مكان مهجور في زمن مهجور تجدنا نفكر ألف مرة في توفير تكاليف البناء التي لا تنتهي حتى تكون قد أنهت كل رغبتنا في الحياة الجديدة. - عندما نقابل أصدقاءنا أو نحتفي بأحبابنا أو نقابل الغائبين عن وجوهنا أو نتلقى أخبارا سارة من غيرنا.. دائما نتعامل معها ببرود صقيعي وكأن ما حدث لا يعنينا وما يشغل بالنا دائما الأسوأ. لم أجد ردا مناسبا للدفاع عن فرحتي وسكت غصبا عني.. قائلا: يبدو أن الفرح عندنا مؤجل مثل تطوير الكهرباء والمياه والمطارات والتعليم والصرف الصحي وقروض البنك العقاري والسعودة و.. و.. و.. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة