ما حدث في مؤسسة رعاية الفتيات في مكة، وما أثير بعد ذلك من مواضيع وتقارير إعلامية كشفت الكثير من الامتهان والإذلال لكرامة الإنسان، موضوع يكاد يثير الرعب في المجتمع، وبالذات عند أصحاب الحالات التي تحتاج إلى رعاية، لأنها عندما تذهب بنفسها إلى هذه المؤسسة أو سواها، فكأنها تهرب من الرمضاء إلى النار. إن هذه المؤسسة وغيرها من المؤسسات المسؤولة عن رعاية الجانحين وأصحاب الأخطاء المبكرة، يحتاجون إلى عناية ورعاية تفوق رعاية الأسوياء لكي يعودوا إلى المجتمع السليم من جديد. ولكننا إذا عاملناهم بهذه الطريقة فإننا سوف نفرخ مجرمين جددا في المجتمع ونفقد إنسانا كان من الممكن أن يكون إضافة حقيقية لصحة المجتمع وسلامته. إن هؤلاء لم يأتوا من المريخ، ولم يولدوا هكذا، ولكن التجارب والبيئات التي عاشوا فيها جعلتهم هكذا، وكان يمكن لأي واحد منا أن يكون منهم، فلابد إذن من أن تكون معاملتنا لهم معاملة قائمة على الإنسانية والسمو والرقي في التعامل، لنعيد ترتيب الخاطئ في سلوكهم.. ولهذا أقيمت هذه المؤسسة وسواها من المؤسسات ولكن عندما تخرج المؤسسة عن سياقها ينقلب كل شيء رأسا على عقب، كما حدث قبل أيام في مكة، وربما يحدث في أماكن أخرى لا نعرفها، أو نعرفها ونغض الطرف عنها، حتى تنفجر. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة