يتلبس بعض الناس حنين عارم للماضي، فيبدأون في الحديث عنه وكأنهم يتحدثون عن الفردوس المفقود، الذي عاشوا فيه برهة من الوقت ثم قذفتهم الأيام إلى عصرنا المأساوي والكارثي، ويستشهدون مدللين على وجاهة حديثهم أو رؤيتهم بأدلة من بؤس الحياة الآن وازدحامها وأمراضها وأوبئتها وغلائها وانتهازية أهلها، ولكن هل هذه حقيقة مطلقة، بالطبع لا. فالماضي مهما كان جميلا، بذكرياته، بشبابه، وبوجوه أصحابه، إلا أن الحاضر والمستقبل هما رهان الإنسان على الحياة؛ لذلك فالحياة لا تتوقف، ويجب علينا أن نتكاتف معا لصناعتها كما يجب، وأن نغير من سلوكياتنا لكي تليق بزمن العدل والإنترنت والحرية والتعليم العالي والطب المتطور والإنسان المتحضر. فنحن عندما نتخلى عن هذه الشروط الأساسية للحياة الجديدة، نبدو وكأننا إنسان قديم في حياة جديدة، وهذا ما سبب المفارقة وصعب من تعايشنا مع عصرنا، ولهذا صارت مدننا إلى مجموعة قرى صغيرة، بدلا من أن تكون مدنا حقيقية. ولكن ما دام الماضي معششا في وجداننا إلى هذا الحد، فإن الحاضر سيبقى دائما زمنا بائسا لأننا لا نليق به ولم نتكيف معه. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة