على نهاية شارع المخزومي في حي البلد في جدة الطريق المؤدي إلى باب مكة يعرض مجموعة من الباعة ملابس قديمة مستخدمة وربما تعود إلى أشخاص موتى، مستغلين مساحة كبيرة من الشارع لممارسة البيع والشراء منذ صباح يوم الجمعة حتى ساعات النهار الأخيرة، بطريقة غير نظامية. وتتنوع بضاعتهم ما بين الملبوسات والأحذية المستعملة وبعضها يظهر عليها علامات إنتهاء صلاحياتها وتشققها وتلفها، ويشكلن النساء نسبة جيدة من الباعة في السوق بشكل يدعو إلى الاستهجان، فيما تجد هذه المعروضات رواجا لدى فئات وجنسيات معينة لمجرد أنها تباع بأسعار زهيدة. ويرى مراقبون أن مثل هذه البضائع قد تكون ناقلة للأمراض الجلدية مثل الحساسية وغيرها من الأمراض سريعة العدوى، خصوصا أن مصدرها مجهول، ويقول محمد جابر «من سكان المنطقة»؛ إن هذه الملبوسات تشكل خطرا واضحا على متبضعيها كونها مجهولة المصدر وتظهر على معظمها علامات القدم والاستخدام، لكن بعض الباعة يتحايلون على المشتري بتجديد الملابس وغسلها وكيها ووضعها في أكياس خاصة لتبدو كالجديدة، وهو الأمر الذي لا ينطلي على المشترين، فهم يعرفون أنها مستخدمة لمجرد معرفة أسعارها. ويبدو أن معطم زبائن هذه الملابس من ذوي الدخل المحدود ممن يستجدون بها لتلبية حاجاتهم الوقتية، فأبو مبارك الذي كان يتجول في أرجاء السوق يؤكد أن ضيق الحال أجبره على شراء هذه المعروضات لرخص ثمنها مقارنة بمثيلاتها في الأسواق، رغم أن من يبيعها هم أشخاص مخالفون للأنظمة. ويشير سلمان الأهدل، وهو أحد المتواجدين في الشارع، إلى أن سيارة البلدية تحوم في الموقع لمنع بيع هذه السلع، ولكن الباعة لا يلبثون إلا أن يعودون مجددا لممارسة عملهم، يقول «أنا ضد الظاهرة لأنها تخدش جمال الشوارع وتسبب في الازدحامات وأحيانا تشل الحركة المرورية في الموقع»، فيما يطالب مناجي محبوب بتتبع مثل هولاء الباعة المخالفين للأنظمة والمتعدين على المواقع والساحات العامة، مناشدا المواطنين والمقيمين مقاطعة هذه المعروضات الغير مناسبة للاستخدام.