على امتداد شارع قابل في المنطقة التاريخية بجدة يلفت نظر الزائرين مجموعة عربات البسطات العشوائية المنتشرة بكثرة حيث تبيع الخضروات والفواكه في الهواء الطلق وأخرى تعرض عطورا وشامبوهات مقلدة بثمن بخس، وثالثة تعرض مأكولات أوشكت على انتهاء صلاحيتها، والغريب في الأمر أن هذا يحدث بالقرب من بلدية جدة التاريخية المفترض فيها أن تتصدى لمثل هذه المخالفات. وعند الاقتراب من تلك البسطات يلفت نظرك مزاحمة تلك العربات لزوار المنطقة وعرقلة حركة المشاة، وقد اشتكى عدد من الزوار من انتشار البسطات العشوائية بشكل كبير خاصة خلال الإجازات وعطلة نهاية الأسبوع في طرقات السوق الضيقة أصلا وكذلك الباعة الذين لا يأبهون بالجهات الرقابية، وطالبوا بإيجاد حل يقضي على هذه العشوائية. خضروات مجهولة المصدر خالد الطارق - 34 عاما - وعادل أحمد - 36 عاما - قالا ل «المدينة»: «هذه البسطات العشوائية يترتب عليها مخاطر عديدة وقد تساهم في انتشار الأمراض، فمصدر الخضروات والفواكه التي تباع فيها مجهول» أين الجهات الرقابية؟ فيما قال سعيد الحارثي من سكان حي النزلة:» العتب لا يقع على الباعة، ولا على المشترين الذين يبحثون عن رخص الثمن دون التأكد من نظافة السلعة ومدى سلامتها من العيوب، إنما العتب على الجهات الرقابية التي سمحت لهم بالبيع العشوائي وشجعتهم على ذلك بطريقة غير مباشرة» وزاد:» في رأيي البلدية مقصرة في ملاحقة الباعة المتجولين ومحاسبتهم، ففي أغلب الوقت يغضون الطرف عنهم، ونادرا ما يلاحقونهم، وإن حدث ذلك، فتصادر بضاعتهم فقط وبعد فترة «تعود حليمة لعادتها القديمة». رأي مخالف أما عبد الرحمن إبراهيم - 45 عاما - وهو موظف في القطاع الخاص والذي وجدناه يشتري من أولئك الباعة المتجولين، له رأي آخر تماما حيث يقول:» أتفق معكم أنهم يسببون زحاما في السوق ولكن أسعارهم مناسبة لكثير من الناس، وهناك فرق كبير في السعر بينهم وبين المحلات التي عليها إيجارات والتزامات ونحوه»، وعندما سألناه عن مستوى نظافة الخضروات في العربات قال:» هي جيدة نوعا ما، وعلى أي حال أقوم بغسلها جيدا في المنزل». البلدية: حملاتنا مستمرة من جهته قال رئيس بلدية جدة التاريخية المهندس سامي نوار في تصريح ل «المدينة»: «تقوم البلدية بمشاركة عدة جهات حكومية بحملات مفاجئة بين الفينة والأخرى على أولئك الباعة الذين يمتهنون بيع المواد الغذائية والخضروات والفواكه والسلع المقلدة بأثمان رخيصة» واستدرك قائلا:» إلا أن عدد الباعة الكبير جدا يحول دون القضاء على هذه الظاهرة المزعجة لنا، خاصة وأنهم يسببون ازدحاما في الطرقات وإزعاجا للمشاة، إضافة إلى أن بضاعتهم مجهولة المصدر ولا يلتزمون بالنظافة».