أظننا لا نختلف على أنه لا يمكن وضع حلول للمشاكل التي تصل إلى مستوى الظواهر من خلال المبادرات الشخصية والاتصالات الفردية و«أهل الخير» سواء كانوا مسؤولين أو أصحاب مكانة اجتماعية يستطيعون إيصال المشكلة إلى أصحاب الشأن. وجود إطار مؤسسي ووعي بواجبات وأخلاقيات المسؤولية ومنظومة أداء تعرف مهامها، ومستويات مسؤولية تقوم بواجباتها الإشرافية والرقابية بحسب موقعها في الهرم التنظيمي، وأنظمة لا تستثني ولا تخترق، لا يتلاعب بها المسؤول ولا يقفز عليها مواطن يعتقد أنه فوق النظام، هو الحل الجذري لبحث المواطن عمن ينهي مشكلته أو يرفع عنه مظلمته أو يرد له حقوقه. ولكن لأننا لم نصل إلى هذا الوضع بعد يظل الإعلام بوسائله المختلفة حلقة الوصل الرئيسة بين المواطن وصاحب القرار الحاسم، وأعني به الإعلام الذي لا يجامل ولا يداجي، الإعلام الذي ينحاز للمواطن الذي يشكو ويتوجع ويتظلم من الإدارات ومسؤوليها، المواطن الذي تقطعت به السبل ولم يعد يحلم سوى بإيصال صوته لأعلى سلطة، لعل وعسى. ولعلنا إذا أردنا استحضار نموذج لهذا الإعلام فإنه سيتبادر إلى أذهاننا برنامج إذاعي اسمه «صوتك وصل» كان يقدمه الإعلامي المثقف المسكون بهم المواطن، الأستاذ سلامة الزيد. لقد شكل ذلك البرنامج تحولا نوعيا كبيرا في مفهوم الرسالة الإعلامية التي تحتفي بهم المواطن وتنقله بصوت واضح دون عمليات تجميلية تذوب فيها حقيقة المشكلة. استمر البرنامج فترة كان فيها ملجأ للمظلومين والمسحوقين والبائسين واليائسين، واستطاع أن يسترعي انتباه خادم الحرمين الشريفين الذي تبنى كثيرا من القضايا التي طرحت فيه، وفتح صدره قبل بابه لأصحاب المظالم الذين تحدثوا فيه، كما أنه قرع جرسا قويا في آذان بعض المسؤولين الذين ظنوا أنهم وحدهم يتصرفون في أرزاق ومصالح العباد كما يشاءون. قبل البارحة كنت أسأل الزميل سلامة الزيد لماذا توقف البرنامج، ودون الدخول في التفاصيل أخبرني أنه على موعد يوم أمس مع معالي وزير الثقافة والإعلام من أجل إعادة البرنامج. ومن أجل المواطن الذي تبنى قضاياه ملك الإصلاح والإنسانية نتمنى أن يكون معالي الوزير قد حسم الأمر لنسمع صوتك وصل مرة أخرى. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة