ما أروع إغاثة الملهوف ومسح دمعة الحيران والشد من أزر المكلوم، بإعانته وإبعاد شبح الفقر عنه ونصرته في مظلمته. تسلم برنامج «لست وحدك» شرف هذه المهمة العظيمة وذلك في إذاعة البرنامج الثاني من جدة، والذي يقدمه المذيع المتمكن والخلوق سعود الجهني ويعاونه على الحث واستنهاض همم الجمهور والمسؤولين لمساعدة المتصلين الذين تقطعت بهم السبل إلى أن وصلوا عتبة هذا البرنامج الناجح والفريد، وهو الدكتور عبدالله الجفن. نعلم أن مؤسسات الدولة مهما أوتيت من إمكانات مادية وبشرية فهي لا تستطيع الوصول إلى كل محروم أو صاحب حق أو مظلمة في بلد مترامي الأطراف، عدا أن المطالبة ومعرفة الإجراءات والوصول إلى أصحاب القرار ليست في مقدور كل الناس، وهذا ليس حصرا على المملكة ولكن في معظم دول العالم. من هنا يأتي دور الإعلام بكل أصنافه للكشف عن مواطن الخلل وإضاءة الزوايا المعتمة، وتقديم النماذج المشرفة والمشرقة من جهود أو شخصيات أو أحداث لتكون باعثا وحافزا لكل شريف نفس. كما تكشف النماذج السيئة للتحذير ودرء الفساد. من خلال استماعي إلى حلقات من البرنامج، تبين تأثير الإعلام الجاد عندما يأخذ دوره، فترى أهل الخير يتسابقون لإغاثة الأرامل والأيتام، والمسؤولين من قمة الهرم في شخصية ملك الإنسانية مرورا بأمراء مناطق ووزراء ومديرين يسارعون لتلقف تلك الحالات الإنسانية والتوجيه العاجل بشأنها. ما يبعث على احترام هذا البرنامج أيضا هو التعامل مع الاتصالات بكل شفافية وترك المجال للحديث بكل صراحة، حتى إنني سمعت في إحدى الحلقات من تتصل وتشكو تعامل موظفين في الديوان الملكي، وهذه شفافية ملك الإنسانية ووعي أصحاب البرنامج، لأن تقصير أو تعدي موظف في مرفق ما لا يعني أن ذلك المرفق أو جميع موظفيه كذلك، إذ لا يفكر كذلك إلا جاهل أو ظالم لنفسه. كما أن الكمال لله وحده سبحانه. تحية لهذا البرنامج الإنساني.