عدة رسائل من قراء يجمعها موضوع واحد، للأسف لم أتمكن من تناولها في حينه بسبب ضغط المستجدات التي يواجهها الكاتب اليومي. هي لم تتأخر كثيرا ولكن عددها زاد، وبالتالي إذا تحدثنا عن موضوعها فنحن لا نتحدث عن حالات فردية وإنما عن مشكلة جماعية تستلزم لفت النظر إليها، لعل وعسى تبادر الجهات المسؤولة للنظر فيها. «البيع على الخريطة».. وبالطبع لا نقصد بيع مخططات ضخمة أو مجمعات فلل بمرافقها الفخمة، ولا استراحات أو شاليهات للاسترخاء، وإنما نقصد بيع الشقق الذي تطور من شراء لعقار لا زال في علم الغيب، أي في الوقت الذي لا زال صاحبه يقوم بإنشائه، ثم تطور إلى شراء على مجسمات تضعها مكاتب العقار على طاولات زجاجية فخمة، ليصبح الأمر مؤخرا بيع أرقام الشقق على خرائط لا أكثر. ربما يقال إن هؤلاء مغفلون أكثر من كونهم مستغفلين على أساس أنهم يدفعون نقودهم مقابل أشياء في علم الغيب، وقد يكون هذا الوصف صحيحا إلى حد ما، ولكن تذكروا المثل القائل «ما تحرق النار إلا رجل واطيها».. هؤلاء لولا أن السبل تقطعت بهم، ولولا أن ظروفهم أصعب من أن يفكروا في حل آخر لما تعلقوا بأول قشة تصادفهم لتحقيق حلم عزيز المنال .. إنهم فئة كبيرة من المواطنين انتفى أملها في الحصول على أرض صالحة لعيش الكائن البشري عليها، ومن باب أولى فإن تفكيرهم في شراء منزل صغير جدا في أي مكان غير وارد أبدا .. وفي مثل هذه الحالات ينتشر الابتزاز والغش والخداع واستغلال ظروف الغلابا. تبرز مافيا تفريغ الجيوب من تحويشاتها البسيطة بتسهيلات وهمية لبيع شقق بأردأ المواصفات، ليتورط الكثير من المواطنين فيها، ويكتشفوا أنه لا يوجد أي نظام يحمي حقوقهم لاحقا حين يظهر الغش والتدليس. يذهب المقاول بالفلوس بعد أن يكتشف المشتري أن أحلامه أصبحت معلقة في الهواء .. شقق لا تتوفر فيها أدنى المواصفات المعلن عنها، وبعد سكناها تبدأ السبعين دوخة. على أي أساس نشأ هذا السوق بكل ما فيه غش ونهب لأموال شريحة لا تحتمل مزيدا من الأسى؟ ومن يقوم وراءه، ومن يحميه؟ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة