تقف إيران، دائما، في المساحة المستقطعة بين الجلاد والضحية .. لاهي تواطأت مع واقعها.. ولا تركت للآخرين إعمال مفاتيح سيادتهم.. فأصبحت كضفدع الماء الحالم بجسم فيل. الكرة الثلجية للانتخابات العراقية بجدل تتوازى والضغط الأمريكي والدولي على طهران، التي تعيش حالة من العزلة والحصار الاقتصادي الخانق على المستوى الخارجي لايعلم أين تصب. ويطفو على مستوى نسيجها الداخلي حالة من التصدع الذي بدأ يتسع ليشمل عدة مساحات شعبية وسياسية واجتماعية، فضلا عن صراع ينطلق من حالة التوتر والاشتباك المفاهيمي التي طبعت نصوص وكتابات الخميني، كما تقاطعت العلاقة بين السلطة العمودية والتي يهيمن عليها مجلس صيانة الدستور، والسلطة الأفقية والتي يتحكم فيها البرلمان. بجانب قمع أي مسعى لإذكاء روح التساؤل الدائم والسؤال المفتوح، وتكريس النزعات الإطلاقية المنتجة للتعصب والانغلاق في الذهنية الجمعية. لذا تحاول، بلأي، عبر ورقة العراق، تسويق «أبلسة» التاريخ في الخارج، وتحسين شروطها التفاوضية حول ملفها النووي. تمتد الأهداف الإيرانية للهيمنة على العراق من خلال هذه الانتخابات إلى أبعد من مجرد اعتباره ساحة وورقة ضغط على الولاياتالمتحدة للمساومة بشأن مأزقها. العراق كان شوكة الخاصرة، .. العقبة التاريخية الكأداء سياسيا وديموغرافيا، والسد أمام الاندفاعات الإقليمية إلى عمق المنطقة العربية وأمنها القومي. وجاء تدمير القدرات العراقية واحتلاله بمثابة فرصة تاريخية لإيران للاندفاع بقوة في مشروعها التوسعي نحو الشرق، والذي سبق للعراق أن عطله ما يقارب ربع قرن، عندما رفعت إيران شعار «تصدير الثورة» في ثمانينيات القرن الماضي. على مستوى الأهداف البعيدة والاستراتيجية فإن إيران تقدر جيدا الفرصة التاريخية التي سنحت لها من خلال إزالة العراق كقوة عربية وإقليمية مكافئة لها في المنطقة، حيث يتفرد العراق على الدوام بكونه قوة متوازنة ماديا وبشريا، بعكس التي يفتقر كل منهما إما إلى القوة البشرية أو إلى القوة المادية. إن الهدف الجيوستراتيجي الذي تسعى إليه إيران في النهاية، هو أن تجعل من العراق مجالها الحيوي والاقتصادي وقاعدة لمشروعها القومي التوسعي المغلف بالمظلومية والدعوات الطائفية، ثم الانطلاق منه لقضم المنطقة تدريجيا وتثبيت ركائز تواجدها سواء مباشرة أو بالنيابة، في ظل وضع عربي لا ينطوي على أية مقومات للمناهضة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 242 مسافة ثم الرسالة