تطلق صاحبة السمو الملكي الأميرة صيتة بنت عبد الله بن عبد العزيز مساء الثلاثاء المقبل معرض الفنانة التشكيلية منى القصبي، في المركز السعودي للفنون التشكيلية في جدة. وبعد أن يستمر المعرض في جدة عشرة أيام، ينتقل إلى الرياض ثم إلى لندن ووصولا إلى أمريكا. الفنانة تعرض 40 عملا فنيا، ضمن أربعة ألبومات مختلفة، استخدمت في بعضها السكين وفق أسلوب معاصر، حيث تخرج في المعرض عن أسلوبها الرمزي والواقعي إلى أسلوب آخر تأثيري وتجريدي. وفي قراءة لأعمال منى القصبي الجديدة، تكشف عن فنانة متمكنة من أدواتها التعبيرية، وتتمتع بخبرة أكاديمية واسعة، تمثل الخلفية الفنية التي انطلقت منها في بحثها الفني الدؤوب، وصياغتها للواقع السعودي. تناولت القصبي في كثير من أعمالها جماليات البيئة السعودية، واستخدمتها في التعبير عن العادات والتقاليد الشعبية في سلسلة لوحات تمثل الحياة اليومية السعودية بتفاصيلها، حيث اتخذت من التحليل الهندسي والعضوي وسيلة للنفاذ إلى عمق التراث الشعبي. فمن الواقعية التعبيرية مرورا بالتعبيرية التأثيرية ذات الطابع التجريدي، استطاعت الفنانة أن تقدم أعمالا فنية تدور في مساحة التراث السعودي المليء بذكريات الماضي والحنين إلى عبق التاريخ، من فيض ذاكرتها المختزنة لذكريات الطفولة في حارات جدة القديمة وفي زياراتها المتكررة إلى مناطق جنوب المملكة إضافة إلى دراستها للتراث السعودي مع كبار الفنانين السعوديين أمثال الفنان الراحل عبد الحليم رضوي. راعت القصبي في أعمالها قواعد المنظور والنسب القياسية لتوزيع الخطوط، والملونات حسب المفردات التشكيلية ما بين الضوء والعتمة، والمقابلة ما بين درجة لونية وأخرى، وهي مأخوذة بالملونات الزيتية، وتشكيل نمط من توحد الروح والفكرة في تمايز تقني وخصوصية وتفرد في أسلوبها التعبيري.