متزوجة من رجل أصغر مني، عمري (37عاما)، وهو عمره (28عاما)، في بداية حياته كان طالبا لا يملك شيئا، وأنا كنت موظفة وكان عمري آنذاك 29 عاما، وهو 21 عاما، وبناء على رغبته ورغبة أهله وأهلي تزوجته، وكان يراه الجميع مكافأة من الله لي، لأني أضعت عمري في تربية إخواني بعد وفاة والدتي، وازدادت فرحة الجميع مع قدوم طفلاي، لكن سرعان ما تحولت تلك الفرحة إلى صدمة وبالذات لي، عندما اكتشفت أن زوجي تزوج من امرأة أخرى بمالي الذي جمعته، وبمالي الذي اقترضته من البنك، من أجل تنفيذ مشروع يسند حياتنا وينفع أولادنا، لكنه خدعني، إذ طلب مني أن أذهب إلى بيت أهلي لزيارتهم، فيما هو ذهب لإحضار زوجته الثانية، وعندما علمت بالأمر وأعلنت رفضي تركني في بيت أهلي أربعة أعوام دون ريال واحد، وقبل عام طلقها وعاد لي يعتذر ويعبر عن ندمه، جميع من حولي يطلبون مني أن أسامحه من أجل أولادي، خاصة أن ابنته تحبه ومتعلقة به، وهو نادم كما يقول، لكني محتارة مع نفسي هل أعود إليه، وكيف أتصرف مع من تعرفت عليهم وجميعهم يصغروني في العمر، فأنا أريد أن أنهيها دون أن يفتضح أمري بين أولادي وأهلي؟. الضائعة لو تمعنت فيما فعلتيه، لوجدت أن الذين صنعت معهم علاقة هم صغار سن مقارنة بعمرك أنت، وستجدين أنهم يشبهون زوجك من ناحية أنهم جميعا أصغر منك، وبناء العلاقة معهم حقق لك على المستوى الشعوري، إشباعا عاطفيا حرمت منه، عكس زوجك الذي تركك كل هذه السنين وذهب بعيدا عنك يبحث عن امرأة أخرى، ثم عاد يجر أذيال الخيبة والفشل، مثل هذه العلاقات أعود لأقول وأؤكد لك أن الدافع لها لا شعوري، باعتبار أن لا شعورنا هو الطفل الموجود بداخلنا والذي يحاول أن يوصلنا إلى درجة ما من الطمأنينة والسكون والرضا بغض النظر عن أخلاقية الأسلوب ومقدار صحته، فشعورنا في كثير من الأحيان لا يهتم بأخلاقية ما نفعل، بقدر ما يهتم براحتنا، والحقيقة أن هذه العلاقات غير الشرعية حققت لك رضا عن ذاتك وراحة، ومن غير المستبعد أن تكون قد حققت لك أمرا آخر، وهو الانتقام من صنف الرجل بصفة عامة والرجل الأصغر منك بصفة خاصة، ذلك أنك على يقين من أن مثل هذه العلاقات لن تستمر، كما أنها لن ترى النور باعتبارك لا زلت في عصمة رجل آخر، لذا من غير المستبعد أن يحقق لا شعورك انتقاما منهم حين تتخلين عنهم، وهو بهذا ينتقم لك من الرجال الأصغر منك، والذين يمثلهم زوجك أو هم يمثلون صنف زوجك، أما عن الصراع الذي تعانين منه، فهو نتيجة طبيعية للاختلاف الكبير بين ما يريده لا شعورك وما يريده نظامك الأخلاقي الذي لا يرضى أبدا عن مثل هذه العلاقات، كما أن نظامك الأخلاقي هو المسؤول عن آلامك النفسية الحالية، وكذلك عن شعورك بالاحتقار لذاتك، وفي رسالتك ما يشير إلى أنك تدركين جيدا أنك تتلاعبين بعواطفهم، لذا وحسما لهذا الصراع وحفاظا على ما تبقى لديك من رصيد سمعة طيب لدى الناس، نصيحتي لك التوقف فورا عن هذه العلاقات وسيكون الأمر سهلا واحرصي على إعادة زوجك إلى حظيرة الحياة الزوجية، والتوقف أيضا عن تبرير سلوكك من خلال تحميله المسؤولية، فالخطأ يا ابنتي لا يعالج بخطأ، وزوجك على الأقل حين أراد أن يصنع علاقة مع امرأة صنعها تحت مظلة الحلال بغض النظر عن قراءتك أنت لما فعل، في حين إنك صنعت علاقات لم يرض عنها ضميرك الحي، الذي كان ولا يزال يحاسبك عليها ويعاتبك، ناهيك عن أن ما لك من رصيد من أعمالك الطيبة كان وراء بقاء الأمر مستورا ولم يعلم به أحد إلا الله، تخيلي لا سمح الله أن أمرك انكشف أمام زوجك ما الذي سيحدث عندها؟ وهل ستتمكنين من القول له أنت السبب؟ وهل يمكن لمثل هذا العذر أن يشفع لك عندما تقفين بين يدي الرحمن؟ وهل كل من يقع بحقه خطأ يجوز له أن ينتقم من بقية الناس وينتقم من نفسه، أرجوك توقفي وأحرصي على مسامحة زوجك لإنقاذ نفسك وإنقاذ أولادك وبيتك.