عمري (23عاما)، طالبة جامعية وملتحقة في قسم الخدمة الاجتماعية، بعد قصة حب تزوجت، وزوجي شاب مثقف، تلقى علومه خارج المملكة. المشكلة أنني ما أحب الكذب والخداع وأكره كل من يكذب، وبعد زواجي بثلاثة أشهر وفيما كنت جالسة بجوار زوجي وهو يتصفح بريده الإلكتروني استرعى انتباهي رسائل بريدية صادرة من شخص واحد، وسألت زوجي عن من يكون، قال إنه صديقه الذي درس معه في الخارج، وكان يتحدث بطريقة مريبة جعل الشك يدخل قلبي، وحفظت العنوان البريدي وأقمت علاقة مراسلة مع صاحبه واكتشفت أنها فتاة وتقربت منها دون أن أفصح لها عن هوية علاقتي بزوجي وأخبرتها بالمدينة التي أسكن فيها وسألتني عن زوجي، ولم أحتمل أسئلتها الكثيرة عن زوجي وصارحته بالحقيقة لكنه أنكر وجود أية علاقة بينهما وأن الذي يجمعهما هي علاقة تجارة. حاولت أن أصدقه لكن للأسف كل كلمة كان يقولها أو نظرة كان يطالعها كلها تشير إلى أنه يكذب علي وأنه غير صادق، ومن يومها أصبحت لا أصدق كل ما يقوله لي حتى وإن كان الأمر صدقا، وأصبحت أعيش في حالة يرثى لها أحيانا سعيدة، وأحيانا أتعس واحدة في هذه الدنيا، وصرت أتمنى أني ما تزوجته، مع أنه موفر لي كل ما أتمناه في حياتي، لكن ثقتي فيه أصبحت غير موجودة ماذا أفعل؟ لندا كل شخص يريد أن يرى من يحبه في صورة جميلة، والعلاقة التي كانت بين زوجك وبين هذه الفتاة لا نعرف كيف كانت، ولا ينبغي لك أن تبحثي عنها لمعرفة كنهها أو حقيقتها، قد تكون علاقة كانت قبل زواجه منك وهذا الأمر من الماضي الذي لم تكوني موجودة في حياته، وأعتقد أن السبب الحقيقي لكذبه عليك بشأن هذه العلاقة خشيته من أنك لن تقبليها، وهذه الخشية بتقديري مبررة لأنك فعلا لم تستطيعي تحمل وجود مثل هذه العلاقة بين زوجك وبين امرأة أخرى حتى لو كانت هذه العلاقة قبل وجودك وظهورك في حياته، لا تحاسبيه إطلاقا على ما كان، وساعديه على تجاوز ذلك، واحرصي على تهيئة الأجواء ليكون أكثر صدقا، وتأكدي أن لا أحد ينجح في أن يكون صادقا وهو يخشى المحاسبة والعقاب والعتاب، وما فعلته يجانب الصواب تماما، ولن يوصلك إلى أية نتيجة إيجابية، إن محاولته اختلاق الأعذار ليجنب نفسه ثبوت العلاقة بينه وبين هذه الفتاة إنما هو دليل قاطع على حرصه أن تكون صورته أمامك جميلة، وتأكيد واضح على حرصه عليك وعلى العلاقة الجميلة بينك وبينه، سلوكك الحالي مع زوجك إن استمر على ما هو عليه فسيدمر علاقتك به عاجلا أم آجلا، دعي كذبه لربه يحاسبه عليه أو يسامحه، واحرصي على العودة إلى الثقة بزوجك مع مسامحته على ما بدر ولا ترجعي لتذكيره بما فعل، وتذكري لو أنك كنت من وقع فيما وقع هو فيه، هل كنت تتمنين من زوجك أن يسامحك أم يستمر في تذكيرك بما فعلت؟ وهل كنت ستزدادين سعادة لو أنه حاسبك على ما فعلته؟ أم أن سعادتك الحقيقية ستكون في وقوفه عند ما فعلت ومحاسبتك عليه وتذكيرك به؟ وعليه فكما تحبين أن يعاملك به عامليه أنت، وثقي أنك عندها ستسعدين وتدخلين السعادة على نفس زوجك وعلى نفسك أيضا.