الحاجة للفتوى الجماعية يثار بين الفينة والأخرى عند ظهور بعض الفتاوى حول بعض القضايا التي تهم الناس الحاجة للفتوى الجماعية خصوصا إذا صدر رأي غريب من قبل بعض العلماء مما يفتح باب الجدل واسعا حول متى تكون الحاجة للفتوى الجماعية ؟ ومتى يكتفى بالفتوى الفردية ؟ خصوصا إذا علمنا أنه من الصعوبة بمكان اللجوء للفتاوى الجماعية في كل القضايا «عكاظ» استطلعت آراء العلماء والفقهاء حول هذه القضية وخرجت بالمحصلة التالية: قضايا الأمة * د. صالح المرزوقي (أمين المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي): هناك قضايا لا ينبغي أن يفتي فيها المفتي، وأن تعرض على المجامع الفقهية، وعلى مؤسسات الفتوى الجماعية، مثل قضايا الأمة بشكل عام أو قضايا الأقليات الإسلامية في البلدان غير الإسلامية أو نحو ذلك من الأمور، والذي يفقه شيئا من العلم الشرعي، ويسأل وليس هناك من هو أعلم منه في منطقته، فلا بأس أن يجيب الناس لحاجة الناس إلى الجواب، لقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): «بلغوا عني ولو آية».. لكن فرقا بين من يعطي جوابا في مسألة خفيفة، وفي مجتمع ليس فيه علماء كبار أو ليس فيه مفتون وبين من يتصدى ويكون مقصودا للإفتاء ويسألونه عن قضايا متنوعة ومتعددة. - نوازل الفرد والجماعة * د. حسين حامد حسان (رئيس مجمع فقهاء الشريعة في أمريكا عضو المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث): كل ما يتعلق بنوازل الأفراد كما في العبادات والمعاملات الخاصة يمكن أن تجزئ فيها الفتاوى الفردية لأنه لايمكن أن تتوقف معاملات الناس من أجل أن يجتمع العلماء شريطة أن يكون المفتي مؤهلا للفتوى، أما المسائل التي تهم الأمة في مجموعها وكذلك الأمر للدول والحكومات فهذه ينبغي أن يجمع لها العلماء وتعر ض عليهم حتى يبدوا رأيهم فيها لأن رأي الجماعة في هذه المسائل أقوى من رأي الفرد وأكثر رحمة بالناس خصوصا أن بعض الآراء الفردية قد تكون غير ملائمة فالدراسة الجماعية للمسألة تضمن إعطاء الفتوى الملائمة للقضية. أثر الفتوى * الدكتور علاء الدين الزعتري (أمين الفتوى في سوريا): ينظر إلى غاية وأثر الفتوى فإن كان أثرها وغايتها خاصة فإنه يمكن أن يفتي بها الفرد، وأما إذا كان غايتها وأثرها كبيرا أي على المجتمع بأكلمه فإنه لابد أن يفتي بها مجموعة من العلماء ، فالمعيار في القضية كلها الأثر.