توجه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة لحضور أمسية تكريم غازي القصيبي البارحة الأولى، قائلا: «إن وزير العمل غازي القصيبي يعد رمزا من رموز الوطن، وهامة ثقافية وإدارية، ولد كبيرا في الشعر والنثر والإبداع». ورأى خوجة في كلمة له في محاضرة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة خالد المالك (غازي القصيبي: المثقف والإداري والشاعر)، التي دعا إليها نادي الرياض الأدبي في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض، «أن القصيبي عرف كيف يصبح الأديب معبرا عن قضايا أمته، فهو أديب ذو قضية، وقضيته هذه الأمة من المحيط إلى الخليج»، واصفا شعره بأنه «يجمع بين الرومانسية والوطنية». وخاطب خوجة المحتفين بالقصيبي، قائلا: «إن المثقفين يحتفلون برمز ثقافي، فقبل 50 عاما لفت القصيبي الأنظار عبر ديوانه الأول الذي صدر عام 1380ه، وكان حينها صوتا جديدا على الشعر، وشكل علامة بارزة، وصوتا مهما في مسيرة الأدب العربي الحديث». وحيا وزير الثقافة والإعلام نادي الرياض الأدبي على تنظيم هذه المحاضرة، ودعا إلى أن تكون هذه الخطوة سنة للنادي، يتبعها تسليط الأضواء على سير وإنتاج مزيد من رموزنا الثقافية والأدبية والفكرية. مواقف وإنجازات وتناول رئيس تحرير صحيفة الجزيرة خالد المالك في مستهل محاضرته علاقته الشخصية بالشاعر القصيبي، منوها بحياته التعليمية والعملية، إلى جانب دوره الكبير في الحراك الثقافي. واستعرض المالك بعد أن قدم للمحاضرة عضو مجلس الشورى الأديب حمد بن عبدالله القاضي، كتاب القصيبي عن حياته في الإدارة، الذي خصه لسيرته العملية وبعض أسراره، مبرزا الإنجازات التي شارك فيها، وبعض المواقف التي تصدى لها، مشيرا إلى أن القصيبي «لا يرى نفسه مغرورا، إذا كان معنى الشعور الاستعلاء، ويرى أنه ليس متواضعا إذا كان معنى ذلك إخفاء الإبداع، لكنه أيضا كان يعبر بالمرارة ممن اتهمه بالغرور وعدم التواضع». وتطرق المالك إلى البدايات العملية بينه وبين القصيبي، مفيدا «أن القصيبي كان يعد صفحة الدبلوماسية في صحيفة الجزيرة، ثم تطورت العلاقة إلى أن بدأت الصحيفة في نشر قصائد القصيبي في مساحات كبيرة». واعتبر المالك «أن حياة وزير العمل الإدارية حافلة بالجهد والكفاح، منذ توليه أولى الحقائب الوزارية، إلى أن تولى وزارة العمل في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز». الذكاء والحس الوطني المالك سلط الضوء في محاضرته على الجوانب الإنسانية في حياة القصيبي، مشيرا إلى أنه يتصف بالذكاء والحس الوطني. وتحدث عن مسيرة القصيبي الثقافية والإدارية، والوزارات التي تولاها، والعقبات التي اعترضت طريقه الإداري، وكيف واجهها في المناصب الوزارية التي تولاها في وزارات الصناعة والكهرباء، الصحة، وفيما بعد وزارة المياه والكهرباء ثم أخيرا وزارة العمل، وبين هذه وتلك المهمات التي كلف بها سفيرا للمملكة في مملكة البحرين والمملكة المتحدة. وأفاد «أن القصيبي رجل شعر وقصة ورواية، كما أنه خطيب مفوه، وهو أيضا رجل الإعلام كما هو رجل دولة». وقال المالك في تصريح له عقب محاضرته عن غازي القصيبي: «إن من النادر أن تجد شخصا يتمتع بكل فنون الأدب والثقافة كما هو غازي القصيبي الشاعر وكاتب القصة والرواية والمقالة، وهو الناقد والمؤرخ، كما تميز في كل أبواب الثقافة». وأضاف أن ما شهدته هذه الليلة، «ستصدره صحيفة الجزيرة في ملف ليبقى جزءا من تاريخ غازي القصيبي»، موضحا أن الإصدار المقبل لصحيفة الجزيرة سيخصص عن الأديب الشيخ عبد الله بن خميس، متوقعا صدوره في غضون شهر من الآن. 3 قصائد وفي بداية اللقاء رحب رئيس نادي الرياض الأدبي الدكتور عبد الله بن صالح الوشمي بالوزير خوجة والمثقفين والحضور، وشكرهم على تلبية دعوة النادي لمثل هذه المحاضرة التي عدها قيمة في مضمونها، وفي الشخصية التي تتناولها. وألقى الدكتور عبد الله الزيد في ختام محاضرة المالك، ثلاث قصائد للدكتور غازي القصيبي هي: (أغنية للفارس والوطن، آه بيروت، للشهداء). ووزع على هامش المحاضرة كتاب (الاستثناء.. غازي القصيبي)، وهو من إصدارات مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر.