اتفق المدربون الوطنيون على صعوبة المواجهة النهائية على كأس ولي العهد، والتي لن تخضع لمعايير فنية كون ذلك من طبيعة المباريات الختامية، وبرغم إمكانيات الفريقين ونجومهما، إلا أن الحسم لن يكون إلا للفريق الأهدأ والمنضبط تكتيكيا داخل الملعب، والذي يستفيد من ظروف المواجهة. واعتبر المدرب عبد العزيز الخالد، وصول الفريقين للنهائي مستحق وكلاهما جدير باللقب عطفا على المستويات المتميزة التي قدماها على مدار المباريات المسابقة، وأضاف: لاحظنا في الآونة الأخيرة تصاعدا فنيا في مستوى الفريق الأهلاوي من خلال العمل الدؤوب من إدارة النادي وأعضاء الشرف، وتعاقدهم مع جهاز فني على مستوى عال بقيادة البرازيلي سيرجيو فارياس وتدعيم صفوف الفريق بلاعبين محليين وأجانب، وهناك تخطيط لعودة الفريق لمستواه المعروف، وتابع: الأهلي لعب جميع مباريات البطولة خارج أرضه وهذا مؤشر جيد للفريق يعطيه الدافع لبذل المزيد من الجهد للظفر باللقب، وهو جدير بذلك، إلا أنه سيواجه مشكلة فنية بغياب ثلاثي مؤثر جدا بداعي الإيقاف وهم: سيف الدين غزال وأحمد كانو وتيسير الجاسم، لأنهم من أعمدة الفريق وسبب تفوقه في المباريات الماضية، ولكن البرازيلي فارياس مدرب الفريق لديه خيارات عديدة لسد ثغرات هؤلاء اللاعبين. وعرج الخالد بالحديث عن الهلال ووصفة بفريق الموسم من خلال المستويات التي يقدمها الفريق والعناصر الفنية المؤثرة في صفوفه، واستطرد: الهلال منذ أن بدأ موسمه وهو ثابت على مستوى ورتم عال جلبت له بطولة الدوري، وها هو الآن ينافس على البطولة الثانية من خلال نهائي كأس ولي العهد والنهائي الثالث له في الموسم، ومتى ما لعب الهلال بمستواه المعروف وطبق اللاعبون ما يطلبه منهم مدربهم جيرتس فأعتقد أن الأهلي سيواجه صعوبة في الفوز عليه. وعن مفاتيح الفوز في الفريقين، أكد الخالد إلى أن مقاييس الهلال الفنية أفضل منها في الأهلي، بتواجد نجوم على مستوى عال بجانب الخبرة الدولية التي تسهل من مهمة الهلال في المباريات النهائية، في حين أن المعضلة الكبرى التي ستواجه الأهلي هي الضغط النفسي الكبير من قبل أعضاء شرف النادي والجماهير والمطالبة بالظفر بالبطولة عكس الهلال الذي يعد أقل ضغوطا، لأنه حقق لقب الدوري ولديه بطولات من المواسم الماضية، أما على مستوى العناصر فالأهلي لديه عناصر مميزة تدعم الشق الهجومي بتواجد عبد الرحيم الجيزاوي ومالك معاذ والبرازيلي فيكتور وتواجد محمد مسعد ومنصور الحربي كظهيري جنب على الأطراف، يشكلان دعامة قوية للفريق هجوميا، وهما مفاتيح اللعب في الأهلي، في حين لا توجد نقطة ضعف واضحة في الهلال الذي يتميز بترابط خطوطه، وشدد الخالد على أن المباراة ستكون بيد المدربين. من جانبه أوضح المدرب عادل الثقفي، أن عادة المباريات النهائية لا تخضع لمقاييس فنية، حيث يلعب ضبط الأعصاب دورا كبيرا فيها، وبالنظر إلى حظوظ الفريقين نجدها متساوية، لاسيما مع عودة الأهلي لمستواه الطبيعي، وبات يقدم مستويات قوية وفي تصاعد مستمر وهذا بطبيعة الحال سيزيد التنافس بينهما للظفر باللقب، إذا ما سلمنا بنجوم الفريقين القادرة على تحقيق الكسب في لحظة من المباراة، والطرفين يدركان أهمية المباراة وكلا منهما سيعمل على استغلال ضعف الآخر، لاسيما أن النهائيات تحمل طابعا خاصا في تكتيكها، بحيث ستفتقد للإثارة واللعب المفتوح، مع اعتماد الخصمان على استغلال الثغرات وتسجيل هدف يمنح اللقب لأحدهما، في المقابل سيشكل الطموح قاسم مشترك لهما، حيث سيسعى الأهلي للعودة لمنصات التتويج كما هي عاداته، في حين يهدف الهلال إلى تحقيق اللقب 50 في تاريخه، وإضافة انجاز ثاني هذا الموسم، مما سيمنح اللقاء طابعا خاصا، واعتقد أن المواجهة ستذهب للأفضل فنيا ونفسيا خاصة وان العامل الأخير يعتبر من مفاتيح الفوز في النهائيات. ورأي المحلل في القناة الرياضية والمدرب الوطني سمير هلال، أن الحظوظ متساوية للفريقين مع أفضلية نسبية للهلال الذي يعتبر من الفرق المتمرسة في النهائيات، معتاد على حصد البطولات، في المقابل نجد الأهلي يعيش أحسن حالاته والظروف مهيأ له لخطف الكأس، لاسيما مع الدعم الجماهيري والشرفي والإداري للفريق، وهم يتطلعون بطبيعة الحال إلى التتويج باللقب لإنصاف جهودهم، وأشار هلال إلى أن فوز الأهلي في الثلاثة لقاءات الماضية خارج مدينة جدة بلا شك ستمنحه دفعه معنوية قوية، في الوقت الذي شهد مستوى الهلال تذبذبا خاصة في مواجهة نجران الأخيرة في نصف النهائي، وهذا لا يعتبر مقياس بقدر ما هي عوامل من شأنها أن تلعب دورا في التهيئة النفسية، ولا ننسى أن تكامل الصفوف يميل لمصلحة الهلال الذي سيدخل المواجهة بكامل عناصره بخلاف الأهلي الذي يعاني من نقص ثلاثة لاعبين مهمين يتقدمهم المدافع التونسي سيف غزال والعماني أحمد كانو والمبدع تيسير الجاسم، وسيكون تأثير ذلك واضحا على انسجام المجموعة، خصوصا غياب كانوا الذي قدم مستويات جيدة في المباريات الأخيرة، وتوقع سمير هلال أن تكون بصمة الثنائي مالك معاذ وياسر القحطاني حاضرة اليوم في التسجيل.