اعتبر الفنان محمد الشهدي أن معرضه الشخصي الذي اُختتم مؤخرًا في صالة اتيليه جدة للفنون يعد نقلة في مسيرته الفنية، وقدم شكره للدكتور عبدالله مرعي بن محفوظ عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية والصناعية بجدة، والفنانة حنان حمدان لافتتاحهما معرضه. وأوضح الشهدي أنه يحاول أن يقدم بين الحين والآخر إضافات لعمله الفني من خلال الفكرة واللون، معتبرًا أن وجوده في مدينة جدة ساهم في تنشيطه فنيًا بسبب كثرة المعارض الفنية، وطالب بأن يكون هناك تواصل ما بين الفنانين العرب من خلال إقامة المعارض المتبادلة في كافة الأقطار العربية، مشيرًا إلى أن معرضه في جدة لقي حضورًا مميزًا خلال فترة إقامته، وقد أشاد به العديد من النقاد والمهتمين بالفن التشكيلي. فتحدث في البداية سيد الجزائرلي قائلًا: يتميّز الفعل الإبداعي لدى الفنان محمد الشهدي بأنه نتاج تجربة تمشي على مسارين متداخلين أو متمازجين.. الأول هو مسار الكتابة بما تحتوي من تشكيل وتصوير باللغة، والثاني هو مسار التشكيل بما يحتوي من رسم بالحروف والكلمات، فالفنان الشهدي عندما يكتب نصًا شعريًا أو سرديًا ينحاز بشكل لا إرادي -ربما- إلى خاصية التصوير، أي (الصورة الشعرية) إذا كان النص قصيدة، و(المشهد السردي) إذا كان النص قصة أو رواية، ومن خلال اللغة التي يجيد توظيفها بدرجة كبيرة من الدراية والتفرّد يمكن لنا أن نشاهد لوحة تشكيلية داخل نصه الأدبي، والأمر -كذلك- عندما يرسم يمكن لنا أن نقرأ نصًا شعريًا أو سرديًا على خريطة لوحته التشكيلية. وقال الدكتور عبدالرحيم العطري: الفنان الشهدي لا يمارس الترف الإبداعي، فالفن عنده ضرورة ورسالة تحتمل أكثر من قراءة، اللوحة عنده امتدادات نحو اللا نهائي، تفكر بملء الصوت ودفق القلب، تذكّرنا بالإنسان الذي غادرنا في أزمنة موت المعنى، توقظ في أعماقنا الآسن من أسئلة قلقة وتدعونا إلى الانتصار للقيم النبيلة. وأخيرًا يقول الدكتور سعد العبد: أعمال الشهدي التشكيلية تعد بمثابة ترجمة إبداعية وقراءة جمالية لإمكانات مفردة تعلو مختلف مفردات الفكر التجريدي جماليةً، لقد استلهمها الفنان وصاغها وفق مجموعة من المفاهيم والفلسفات، وبأسلوب متفرد يتميز بنسق بنائي جمالي يقوم على التزاوج بين ليونة العضوية ونعومتها، وبين صلابة الهندسية وعنفوانها.. كما جمع بين الخط الهندسي بجسارته والخط الدائري المتقوس برقته وحنينه.