أكد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة دعم الوزارة لأي مستثمر وأديب يريد أن يمنح جائزة باسمه للأدباء والمثقفين والمبدعين داخل السعودية. وقال خوجة: «ليس لدينا إشكال في أن يقيم أي مستثمر أو أديب سعودي جائزة باسمه داخل الوطن، ويمنحها للمبدعين، ونحن على العكس سنشجعه على هذه البادرة الطيبة». وزاد: «من المفترض على الوزارة استقطاب جوائز رجال الأعمال، التي تمنح في الخارج لدعم المثقفين والثقافة العربية إلى داخل الوطن، وسنجري آليات على ذلك»، مؤكداً أن وزارة الثقافة والإعلام هي الأَولى بأن ترعى هذا الإبداع، «في القصة والرواية والشعر وكل أنواع الإبداع»، لافتاً إلى أن أصحاب هذه الجوائز «هم في الحقيقة سفراء للوطن في أي مكان». وقال خوجة خلال افتتاحه معرض «العين نصف الحياة» للفنان التشكيلي المغربي محمد الشهدي، مساء الأربعاء الماضي، في «أتيليه جدة للفنون الجميلة» إن من واجب وزارة الثقافة والإعلام أن تكون لها أمكنة ثابتة لعرض الأعمال الفنية، «وسنعمل على تحقيق ذلك قريباً»، مبدياً إعجابه بتجربة الفنان الشهدي «الذي يعد من الفنانين الكبار العرب المقيمين في السعودية، ويسعدنا أن ندعم مثل هذه التجارب الراقية». من جهته، اعتبر مدير أتيليه جدة هشام قنديل افتتاح الوزير لمعرض الشهدي في أتيليه جدة «دعماً كبيراً لنا، ويحمّلنا الكثير من المسؤولية، وبذل المزيد من الجهد والتنظيم للرفع من مستوى الفن التشكيلي، والتعريف بالفنون الجميلة كرافد من روافد الثقافة والمعرفة». وضم المعرض أكثر من أربعين عملاً بمقاييس مختلفة، تعتبر مضامينها امتداداً لتجربته العين كمفهوم شامل وبتقنية حروفية حضر اللون فيها عنصراً أساسياً في كامل محيط اللوحات. وقال الناقد التشكيلي السيد الجزايرلي إن ما يميز الفعل الإبداعي لدى الفنان محمد الشهدي «أنه نتاج تجربةٍ تمشي على مسارين متداخلين أو متمازجين، الأول هو مسار الكتابة بما تحتوي من تشكيل وتصوير باللغة، والثاني هو مسار التشكيل بما يحتوي من رسمٍ بالحروف والكلمات، والفنان الشهدي عندما يكتب نصاً شعرياً أو سردياً ينحاز بشكلٍ لا إرادي ربما إلى خاصية التصوير الشعري، من خلال اللغة التي يجيد توظيفها بدرجة كبيرة من الدراية والتفرد»، مضيفاً: «يمكن لنا أن نشاهد لوحة تشكيلية داخل نصه الأدبي، والأمر كذلك عندما يرسم يمكن لنا أن نقرأ نصاً شعرياً أو سردياً على خريطة لوحته التشكيلية، فهو في الحالتين يسعى إلى شحن مخيلة المتلقي بعناصر بصرية، ويقدم في كثير من الأحيان صياغة لغوية ترتدي عباءة التشكيل». وقالت الفنانة التشكيلية فوزية الصاعدي: «في كل لوحة من لوحات الشهدي نقرأ قصة أو قصيدة شعرية، حتى أن حروفه أحياناً تظهر بشخصيات مختلفة، فنراها مرة قوية وأحياناً خائفة مترددة تذوب في ألوانه حتى تتلاشى، وتظهر أحياناً أليفة أو عدوانية». يذكر أن المعرض حضره عدد كبير من الفنانين والأدباء والإعلاميين من الجنسين ويستمر لمدة عشرة أيام.