تضافرت جملة من العوامل أدت إلى ارتداد مؤشر السوق إلى مستويات 6224 نقطة، وهذه النقطة تعتبر محورية كونها نقطة دعم تاريخية منذ أكثر من سنتين، بالإضافة إلى كونها نقطة مقاومة أيضا لم يستطع المؤشر تجاوزها العام الماضي إلا بشق الأنفس. والملاحظ أن تكرار اختراق هذه النقطة وكسرها عدة مرات أمر له دلالات لدى صناع السوق، فالاختراق يدل على أن تحقيق ارتفاعات جديدة تتجاوز القمة السابقة عند 6580 نقطة أمر محتمل وقائم بقوة، كما أن كسر هذه النقطة دليل على أن أي ارتفاعات مقبلة ستتخذ هذه النقطة المحورية كدعم مهم، وربما سيكون بعد فترة من الوقت هو النقطة التي ستكون عليها أحد المتوسطات البعيدة مثل متوسط 100 أو 150 أو 200 يوما. وهذا الأمر يعد جليا وواضحا، خصوصا بعدما ارتفعت قيمة متوسط 200 اليوم المتحرك من مستويات 5400 إلى 6013 حاليا. لذا فإن الاقتراب من حاجز 6000 نقطة أصبح يشكل خطورة بالغة وكسر هذا الحاجز معناه توديع الموجة الصاعدة لفترة قد تطول. لكن الأمر لم يصل إلى هذه الدرجة من الخطورة. ومر مؤشر السوق بلحظات عصيبة وحرجة بدءا من تداولات السبت الماضي، مقتفيا آثار الأسواق العالمية وأسعار النفط التي هبطت بحدة ملحوظة، لكن المؤشر لم يسر على نهج تلك الحدة رغم مسايرته لها، وهو أمر يعد نفسيا كون محركات اتجاه السوق محليا متضائلة، لذا فإن اقتفاء أثر الأسواق الأخرى يعد الأكثر تأثيرا. ومع ارتداد أسعار النفط ومؤشرات الأسواق العالمية، ارتدت السوق إلى نقطة 6225 وأغلقت فوقها كتأكيد على أهمية هذه النقطة. وتتبقى مراقبة نقاط مقاومة أخرى مهمة مثل 6293 و6308 و6330، حيث إن الأخيرة يعد اختراقها أمرا جيدا للوصول إلى نقطة 6422 نقطة. ويشكل الإغلاق فوق هذه النقطة غالبا عزم المؤشر على الوصول إلى المقاومة السابقة التي عجز عن الوصول إليها وهي نقطة 6580. لكن الأمر سيصبح محل قلق من ارتفاع المخاطر، خصوصا أن هناك أسهما متوسطة حققت ارتفاعات تشكل أهدافا بعيدة لها مثل صافولا وسافكو وقد تتجاوزها لأهداف اخرى، فسافكو لديه دعم جديد عند 129.5 وإذا لم يكسر فهو سيمضي الى تحقيق مقاومة اخرى تبدأ من اختراق 142 وصولا الى 155 والتي تشكل مقاومة 138 في المائة من فيبوناتشي. أما صافولا فهي تملك ايضا عزما آخر نحو الوصول إلى أهداف تبدأ من اختراق سعر 36 وهذا السعر يجعلها تستهدف الوصول الى سعر 44 ريالا. ولا يتسع المجال لذكر المزيد من احتمالات التحرك لمثل هذه الاسهم التي ينبئ ارتفاعها عن توزيعات قريبة لها، بالاضافة الى توقعات بنمو ارباحها للفترة المقبلة من هذا العام. ونعود إلى مسار مؤشر السوق وبعض الاسهم القيادية لاستعراض تحركاتها المتوقعة للاسبوع المقبل فنلاحظ أن سهم سابك بدأ الدخول مرحليا إلى نمط المسار الافقي ما بين سعر 84.75 وسعر 85.75 مقتفيا تحركات اسعار النفط، وحيث إن أسعار النفط بدأت بالارتداد مع وصل سعر نفط نايمكس وقت كتابة هذا التقرير الى قرب 75 دولارا، فإن إقفال الاسعار فوق هذا المستوى سيعيد التوهج مرة اخرى إلى سهم سابك للعودة الى مستويات 90 ومنها الى أرقام اخرى، أما كسر سعر 84.75 فهو وضع يحول الأمر برمته الى سلبية مفرطة للسهم والسوق. كذلك الامر مع سهم الراجحي الذي اظهر تماسكا جيدا يدعو للاطمئنان حول مستويات 74 ريالا، وربما نلاحظ عليه نشاطا حركيا للأعلى فهو يمكن ان يحقق مزيدا من المكاسب وصولا لمقاومته السابقة عند 80 ريالا. والاستقرار فوق هذا السعر يجعل السهم في نطاق قناة صاعدة جديدة تهدف الى تحقيق اهداف فنية لكن ذلك مرهون بمدى ثقة المستثمرين باستمرار ايجابية اداء الشركة. والسهم بصفة عامة يقبع بسعر اقل كثيرا من قيمته العادلة التي يستحقها. ونأتي على قطاع الاتصالات مع الشركتين الابرز فيه وهما الاتصالات السعودية وموبايلي، فوضع الشركتين مع شركات القطاع الاخرى يبعث على الحيرة والملل، فلايزال القطاع برمته يواجه مزيدا من الضغوط البيعية، ولم يحقق استقرارا يذكر، الا ان قوة وعزم الضغوط البيعية آخذة في الضعف حيث إنها تقبع بمناطق تشبع بيعي مما يجعل شركات القطاع ملاذا جيدا للحد من المخاطر العالية التي قد تعتري السوق بشكل مفاجئ. اما على صعيد المؤشر العام فإن الوضع يبدو متشعبا نوعا ما فما لم يظهر نشاط تحركات قوية نحو اختراق مقاومات فرعية تبدأ من مستويات 6243 ثم 6297 مرورا ب6303 و6333 وحتى 6422 فإن التذبذبات في المسار ستكون هي من يسود الموقف، لكن التحرك إلى أعلى بصورة قوية احيانا هي السمة التي تغلب على توقعات الاتجاه للاسبوع المقبل.