واصلت سوق الأسهم السعودية أداءها المتقلب وغير المستقر مع تناقص واضح بكميات السيولة المتداولة، إضافة إلى تناقص كميات الأسهم والصفقات المنفذة. هذه الأوضاع التي تعتبر طاردة للمستثمرين في سوق الأسهم أفرزتها أسباب متعددة منها تخبط السوق في تتبع المؤثرات التي تحرك اتجاهها، فتارة تتبع الأخبار المحلية، وتارة أخرى تتبع وتقتفي خطى أسواق الأسهم العالمية خصوصا في ما يتعلق بانخفاضها، وتارة تتجاهل أية مؤثرات وتتحرك من تلقاء نفسها عكس الأخبار والمؤثرات، وكأنها أصبحت رهينة مختطفة لدى محافظ تتعمد مخالفة الأوضاع والسير عكس اتجاه التيار لئلا يتمكن المتابعون من قراءة تحركات السوق. فرغم ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات 75 دولارا هذا الأسبوع، إلا أن أسعار «سابك» والبتروكيماويات بقيت على ما هي عليه إلا من تحسن طفيف لا يتناسب مع الزيادات التي حدثت، مع الأخذ في الاعتبار استقرار أسعار البتروكيماويات التي تنتجها «سابك» والشركات السعودية، والتي طرأ عليها تحسن قوي وصل إلى 52 في المائة منذ بداية هذا العام. إغلاق المؤشر عند نقطة 5762 بعدما هبط أوائل الأسبوع إلى مستويات 5698 نقطة ومنخفضا عن مستويات الأسبوع الماضي والتي كان بها عند مستويات 5880 نقطة دليل واضح على وضع السوق في الاتجاه وسط غياب فاعل من الصناع الرئيسيين للسوق، والذي يبدو أنهم يكتفون بالمشاهدة إلا من تدخلات قليلة يتحكمون فيها بمسار المؤشر من خلال أسهم «سابك» و«الراجحي» و«الاتصالات السعودية». فالإغلاق دون نقطة 5788 يعتبر سلبيا، حيث إن هذه النقطة التي أصبحت مقاومة تعتبر متوسطا متحركا ل 25 يوما، وهو أمر مزعج يقوض كثيرا من استقرار الأسعار، إضافة إلى وجود سلبية أخرى تكمن في انخفاض متوسط 50 يوما الواقع عند 5691 عن متوسط 100 يوم الواقع عند 5727 نقطة. لذلك فإن تعقيد الأمور بهذا الشكل يجعل من الصعب جدا التكهن بمسار السوق وسط لخبطة المتوسطات وإيجابية البعض منها مع سلبية الأخرى. هذا الوضع ينطبق بصورة واضحة على المؤشرات التي يوجد فيها تناقض، إضافة إلى أن معظمها يقع في مناطق محايدة لا تعطي أي قراءة محددة وكأنها تقول إن الاحتمالات كلها واردة، لكن يبدو أن نقطة 5788 تعتبر محكا مهما لتحرك السوق وتوضيح الاتجاه خصوصا إذا استطاع سهم «سابك» تجاوز سعر 74 ريالا واستقر فوقه، إضافة إلى قدرة سهم «الراجحي» على تجاوز سعر 70 ريالا واستقراره عند هذا السعر، كذلك فإن سهم «الاتصالات السعودية» ينبغي أن يتجاوز حاجز 50 ريالا من أجل أن يكون موجة ارتدادية صاعدة مرة أخرى. هذه الأسهم سيكون الرهان عليها لتحريك مؤشر السوق وما لم تتحرك فإن المؤشر سيترنح بالمستويات المعتادة وسط محاذير مهمة تكمن في عدم كسر متوسط 100 يوم الواقع عند 5723 نقطة، حيث إن كسر هذا الدعم سيكون نهاية حتمية للمسار المحير باتجاه هابط ربما لما دون مستويات خمسة آلاف نقطة، كذلك الحال فإن اختراق نقطة 5788 ومن ثم 5960 نقطة يعتبر تحولا للمسار الصاعد.