أغلق مؤشر سوق الأسهم السعودية مرتفعا عن إغلاقات الأسبوع الماضي بأكثر من 150 نقطة تقريبا، فيما أقفل في آخر يوم من تداولاته بارتفاع بلغ 29 نقطة وبقيمة تداول بلغت أكثر من 3 مليارات ريال. وهذا الوضع يعكس بعض الحقائق التي تبين أن الثقة بالسوق لم تفقد نهائيا، في حين أنها أيضا لم تكتسب الثقة المرضية التي من شأنها جذب المستثمرين. الكثير من قطاعات السوق أسهمت في ارتفاع المؤشر إلى ما فوق 6400، وأبرزها كان البتروكيماويات والمصارف والبنوك إضافة إلى قطاع التغذية والزراعة، كما لوحظ بدء نشاط جيد من قطاع الاتصالات وخصوصا من سهمي موبايلي وزين اللتين أعلنتا عن عزمهما طرح أسهم اكتتاب أولوية لزيادة رأسمالهما لمواجهة الالتزامات التي تفرضها ظروف السوق والمنافسة. إلى ذلك شهدت أسعار النفط انتعاشا جيدا خلق شعورا متفائلا لملاك أسهم البتروكيماويات، وخصوصا سابك التي أعلنت عن بدء التشغيل التجاري في مجمعها في الصين خلال هذا الربع، وهذا ما سيدعم مكانة ومتانة الشركة وترسيخ أقدامها في الأسواق العالمية كإحدى الشركات المسيطرة على قطاع البتروكيماويات. ويعكس انتعاش أسعار النفط بعض المشاهد التي يعيشها الاقتصاد العالمي الذي يبدو أنه في حال أفضل كثيرا من العام السابق كما تشير بعض الدراسات الاقتصادية، حيث ذكر معهد البحوث الاقتصادية الألماني (إيفو) أن المناخ الاقتصادي العالمي أظهر في بداية الربع الأول من العام الحالي تحسنا ملحوظا. وقال متحدث باسم المعهد الذي يعنى بالأوضاع الاقتصادية الألمانية ويجري استطلاعات بالتعاون مع مؤسسات اقتصادية عالمية، إن الاقتصاد العالمي سجل في الربع الأول -ولأول مرة منذ عامين- مؤشرات إيجابية في اتجاه تحسن المناخ الاقتصادي وبالتالي ظهور بوادر انتعاش ملموس. وأوضح أن التطورات الاقتصادية في آسيا تقدم مؤشرات نمو إيجابية لها تأثير مشجع على بقية القارات. وأضاف أن الأوضاع الاقتصادية في مختلف المناطق والأقاليم تتصف حاليا باتجاه مشجع وأفضل بكثير من خريف العام الماضي، مؤكدا أن التطورات الاقتصادية خلال النصف الأول من العام الحالي ستكون أكثر إيجابية. ومن الناحية الفنية للسوق نلاحظ أن الارتداد إلى ما فوق 6350 يعد أمرا إيجابيا حتى لو أن المؤشر واجه مقاومة عنيفة عند مقاومة 6449 نقطة، لكن هذه المقاومة البيعية واجهت مقاومة قوى شرائية جيدة استطاعت أن تصعد بالمؤشر فوق مستويات 6400، وهو أمر له دلالة إيجابية للتحول إلى مجال السوق الصاعد واختبار مقاومته السابقة التي حققها في أكتوبر الماضي عند نقطة 6580 كأعلى نقطة يسجلها خلال عامين تقريبا. كما أن الارتداد إلى ما فوق نقطة 6580 سيأخذ مسارا مشابها للمسار الذي انتهجه المؤشر عندما اخترق نقطة 6180 وسجل مقاومة جديدة عند 6224، حيث نرى أن هناك مقاومتين لا بد من اختبارهما أولا، وهما؛ نقطة 6620 وكذلك نقطة 6740، فالأولى حتى وإن اخترقت إلا أن اختراقها سيكون محفوفا بمخاطر مقاومة قوية، خصوصا أن الكثير من الأسهم القيادية ستكون حينذاك قد بلغت مؤشراتها مستوى عاليا من التشبع في الشراء وهذا ما تنبغي ملاحظته. كما أن المؤشر مرشح للوصول إلى تلكما النقطتين بمساهمة أسهم قيادية ومتوسطة؛ فالراجحي يستهدف اختراق حاجز 80 ريالا مرة أخرى والوصول إلى مقاومة جديدة عند 83 ريالا تقريبا، وكذلك سابك التي في حال اختراق مقاومة 91.75 ريال فإنها ستواجه مقاومة أخرى عند 92، ثم سيكون الطريق ممهدا تقريبا للوصول إلى 96 ريالا. هذا إلى جانب أسهم أخرى في قطاعات المصارف والاتصالات والاستثمار الصناعي.