حظيت المباراة النهائية لبطولة الأمم الأفريقية بين مصر وغانا البارحة على ملعب «11 نوفمبر» في لواندا بمتابعة غير مسبوقة من قبل الجماهير الرياضية؛ نظرا لأهمية المناسبة التي تعتبر حلما للمصريين، وتجلى ذلك من خلال التحضيرات المبكرة لمشاهدة اللقاء، حيث شهدت معظم مناطق المملكة تحركات واسعة من قبل الجالية المصرية خصوصا والعربية على وجه العموم، وشهدت المقاهي والأماكن العامة ازدحاما من قبل المتابعين الذين رسموا صورة للتلاحم العربي بعد أن توحدت الأمنيات والدعوات لتحقيق المنتخب المصري اللقب السابع في تاريخه والثالث على التوالي، ولم يخب ظنهم عندما أهدى المبدع جدو مصر اللقب الأفريقي، لتخرج الجماهير إلى الشوارع حاملة أعلام المنتخب المصري احتفالا بالنصر، وشهدت مدينة جدة على وجه الخصوص ازدحاما في معظم شوارعها احتفالا بالإنجاز العربي، فيما احتفلت الجماهير المصرية في كورنيش الدمام والخبر وسط حضور أمني كثيف للسيطرة على مداخل ومخارج مواقع الاحتفال، مع إيقاف بعض الفوضى التي تخللت بداية الاحتفالات المصرية، وهو الأمر الذي عطل حركة السير لساعات. وتنوعت مظاهر الاحتفال في وضع مسيرات وغيرها من الأفراح على الطريقة المصرية. واحتفل آلاف المصريين بهذا الفوز الكبير على دقات الطبول وكلاكسات السيارات في القاهرة، وكان عشرات الآلاف تجمعوا في استاد القاهرة لمتابعة المباراة عبر شاشة عملاقة، بينما شاهد آخرون فريقهم في المقاهي والنوادي الرياضية، وسهرت معظم المدن المصرية حتى الصباح، وتطوع بعض الشباب في توزيع الأعلام بأقل الأسعار، وأحيانا مجانا، وقال أحدهم ويدعى أحمد البدوي: الفوز رد كرامتنا بعد أحداث السودان وأثبتنا أننا أقوياء. معاذ أحمد علي لفت كل الأنظار له أثناء تعبيره عن فرحته، فكان يحمل العلمين المصري والسعودي وعند سؤاله، قال: أنا سعودي أشجع المنتخب المصري، وكنت على يقين أن نجوم مصر سيحققون النصر، فيما طالبت نهى السيد بصنع تمثال للمعلم حسن شحاتة بعد الأداء الراقي الذي قدمه في البطولة. من جهة أخرى، خرج آلاف الفلسطينيين إلى الشوارع في مختلف أنحاء قطاع غزة أمس، احتفالا بحصول المنتخب المصري على اللقب الأفريقي، فيما جابت مئات السيارات والدراجات النارية شارع «عمر المختار» الرئيسي في منطقة الرمال غرب مدينة غزة، وأطلقت الأبواق ورفعت أعلاما مصرية وفلسطينية. وردد المحتفلون هتافات مؤيدة لمصر، فيما لون بعض الشبان وجوههم بألوان العلمين المصري والفلسطيني. وتسببت الاحتفالات في اختناقات مرورية كبيرة في شوارع غزة، في حين شهدت المقاهي وبعض الأندية وخصوصا نادي مشجعي الأهلي المصري في مدينة غزة حضورا كبيرا لمشاهدي المباراة.