كشف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان العراقي الدكتور موفق الربيعي عن تسلم الحكومة العراقية عشرات السعوديين المعتقلين في سجون القوات الأمريكية من أصل 15000 معتقل، بينهم عرب وأجانب غير أن معظمهم من العراقيين. وقال الربيعي، الذي كان يشغل موقع رئيس مجلس الأمن القومي العراقي قبل انتقاله للبرلمان في إتصال هاتفي مع «عكاظ» أمس، إن السعوديين المعتقلين ممن تسلمتهم الحكومة من القوات الأمريكية أخيرا يعتبرون النسبة الأقل من بين الجنسيات الأخرى وأن السلطات الأمنية تجري تحقيقاتها مع أولئك المعتقلين وستقوم بإطلاق سراح من لم يثبت عليه دليل مادي بمشاركته في الأعمال الإرهابية، فيما سيحال من ثبت عليه دليل إلى القضاء العراقي لمحاكمته، مبينا أن القضاء العراقي لاينظر إلى المعلومات الاستخباراتية التي تقدم إليه بل ينظر للأدلة والشواهد المادية عند النظر في قضايا المعتقلين وأن من ثبتت براءته من المعتقلين السعوديين وغيرهم سيعاد إلى بلاده بالتنسيق بين السلطات الأمنية ونظيراتها في بلد المعتقل. وحول ظروف اعتقال العرب والأجانب والتهم الموجهة لهم قال، «التهم مختلفة من بينها اعتداءات على قوات التحالف والقوات العراقية والمدنيين العراقيين والقيام بتنفيذ عمليات إرهابية كتفجيرات وغيرها ومعظمهم متهمون تحت طائلة قانون مكافحة الإرهاب تحت البند الرابع منه والتي تنص على اعتقال من كان لديه نية أو قام بعمل إرهابي أوخطط لتنفيذه أوالتسلل عبر الحدود للقيام بعمل إرهابي». وشهدت السنتان الماضيتان تدن لافت في تسرب السعوديين إلى العراق للانضمام إلى تنظيم القاعدة الإرهابي والمشاركة في عملياته القتالية وهنا يؤكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان العراقي السعوديين يمثلون النسبة الاقل إن لم تكن تذكر في تسرب المقاتلين الأجانب إلى العراق، وأصبح العراقيون السواد الأعظم في تشكيل تنظيم القاعدة الإرهابي بعدما كان الأجانب يمثلون النسبة الأكبر. وكانت المملكة قد اتخذت خلال الأعوام الماضية سلسلة من التدابير والإجراءات الأمنية، من بينها إحكام السيطرة على حدودها البرية المشتركة مع العراق مما دفع المقاتلين إلى التسلل إلى العراق عبر حدود دول أخرى تربطها حدود مشتركة مع العراق وعدد كبير من هؤلاء المقاتلين صغار السن استدرجوا إلى العراق وتدربوا في معسكرات تعود لتنظيم القاعدة وجهزوا لتنفيذ عمليات انتحارية، وهو ما كشفه مسؤول أمني كبير في وزارة الداخلية عبر عن أسفه الشديد لاستخدام السعوديين أدوات للتفجير في العراق. ولفت الربيعي إلى أن الأدلة التي قدمها الأمريكيون للسلطات العراقية في شأن التهم الموجهة للمعتقلين أدلة استخباراتية تقوم على المعلومات وأنظمة الأمريكيين لاتساعدهم على كشف المعلومات ولايستطيعون مشاركتنا، بينما النظام القضائي في العراق لايعتمد على المعلومات الاستخباراتية الأمريكية عندما ينظر في محاكمة المعتقلين.