بعض الناس لا يقبل الركود في حياته، ويركض بحثا عن التجديد في سلوكه، رؤيته، تعامله، وعن التغيير في الكثير من أنماط فكره وقناعاته، لهذا تجده من أكثر الناس هدوءا وأقلهم توترا وأقربهم دائما في الوصول إلى قلوب الآخرين. يرفض النمطية، ويسعى للبحث عن الجديد، ينخرط في دورات رغبة في مكاسب شمولية لا تقتصر على المعرفة فحسب، وإنما تتجاوز إلى السلوك والتعاملات، والسؤال الذي طرح على عينة عشوائية في جدة: هل تفضل المكوث حيث أنت؟ أم تسعى لتجديد أنماط حياتك، وأسلوب تعاملاتك مع الآخرين؟ 46 في المائة حصروا رؤيتهم في إجابتهم على التغيير الشكلي، حيث قالوا: لم نفكر ولا نعتقد أننا بحاجة لأية دورة تتعلق بالتغيير في شؤون حياتنا اليومية، فهذه مسألة ترتبط بالعادة والتربية والأخلاق، ونحن نستوعبها منذ الصغر في بيوتنا أو مدارسنا. وأضافوا: هذه أفكار تدور لدى الموسوسين أو أولئك الذين لا تقنعهم حياتهم، وعيونهم فارغة، فربما سكن في شقة ليبحث سريعا عن غيرها بعد أشهر، وإن كلفته مبالغ أكبر، وبعضهم يبدل سيارته أو هاتفه بحجة التجديد، إنه نوع من الترف و(النفخة) الكذابة، التي لا أصل لها لا شرعا ولا عقلا، ولعل هذا التصرف هو ما جعل الشركات تعزف في إعلاناتها على هذا الوتر. بينما قال 31 في المائة: من المهم أن يحاول الإنسان البحث عن التجديد في حياته، وألا يركن إلى نمطية محددة يلزم بها وتلتزم به، والمقصود أن يجلس مثلا في المكان المحدد دائما، ويتحدث غالبا بنفس الكلمات ونفس الرؤية، معرفته محدودة ولا يسعى إلى تجديدها أو البحث عما طرأ عليها، وطريقة أدائه في العمل مثلما هي قبل عشرات السنين، روتينه لا يتبدل تماما. 22 في المائة لم تبتعد كثيرا عن رؤية ال(31 في المائة) حيث قالت: أصبحت فرص التغيير للأفضل بالنسبة لنمط الحياة متاحة ولا تتطلب إلا شيئا من الإرادة والدورات التدريبية، وبالذات التي تدعو للحوار وتقبل الآخر، بمثابة دعوة للعيش بسلام مع النفس وسلام مع المجتمع ومع الأسرة، ولو أن هناك من بحث عن جمالياته المدفونة، وقدراته لتمكن من رؤية الحياة بصورة أكثر إشراقا، وربما تمكن من زيادة أدائه الوظيفي وتحسين سلوكه بنسبة كبيرة. ويتبقى شريحة ال (1 في المائة) وهي الفئة التي اعتذرت عن الإجابة قائلة: هذا كلام يجلب لنا المشاكل والوجع واكتفى بعضهم بالقول: دعونا نعيش بالطريقة التي تريحنا، ولا دخل لأحد بنا.