في مقالنا السابق تحدثنا عن منهجيتين للتعامل مع أبنائنا وطلابنا وقد جاءني العديد من الرسائل، والكثير من الاتصالات التي تطلب المزيد من التأصيل لتلك المنهجيات التربوية. ومن هنا طلب البعض مزيدا من التفصيل حول منهجية الأبواب المتفرقة، والمداخل المتنوعة حسب أنماط الطلاب والبناء واستكمالا للمنهجية السابقة على المربي أن يفقه كيفية التعامل مع الطلاب. فمثلا 1: المتفرد: حدثه عن نتائج السلوك مباشرة (أنت تستفيد كذا و كذا من تطبيقك لهذا السلوك). 2: التحليلي: أكثر من التفاصيل و دعم بالأدلة و البراهين و المعلومات (عقلي وإحصائيات). 3: التعبيري: حفزه لاتخاذ القرار عن طريق الاستثارة الشعورية. (ما أجمل السلوك و أنت تطبقه، ما شاء الله عليك). 4: الودي:حفزه بدفء و مودة بلمسات يد حانية وهمس رقيق وحضن أبوي محفز. (لأني ناصح لك، لأني أريد لك الخير،لأني أبوك و يهمني أمرك). والمنهجية الثالثة «فإذا فرغت فانصب» لا بد من الجد والاجتهاد والتعب مع تلك الفئة الغالية من مجتمعنا فيكون هناك النادي الأدبي لاحتواء أهل الأدب، والنادي الرياضي للرياضيين، و هناك النادي السياسي للسياسيين، والمسرح للفنانين وهكذا يجد كل طالب وكل فتاة ضالته المنشودة «قد علم كل أناس مشربهم» داخل مؤسسة المدرسة فلا يخرج ليبحث عن وجوده مع أصدقاء السوء، أو عن قيمته مع شلة المدمنين، أو عن إنجازه مع مجموعة من الإرهابيين لتكن المدرسة هي الأب والأم والنادي والمعلم والطبيب والشيخ. لننتقل بهم نحو منهجية التجديد التربوي المدرسي وهو التغيير في نمط التربية والتعليم والتوجيه، بل والوسائل من الحالة القائمة للأحسن والأكمل والأحدث، ويتم من رصد الواقع ورسم معالم المستقبل والبناء التدريجي خلالهما، وفق خطة متجددة، تنطلق من الواقع وتتكئ على الإمكانات والظروف المدرسية لا يأتي الطالب بداية العام ويجد نفس الاستقبال، ونفس الطرق، ونفس الوسائل، ونفس الكلمات واللكمات. فالبطبع سيمل الطالب، ويتراجع، ولا يقبل فإذا لم يكن هناك تقدم فسيحدث له تقادم، وإن لم يكن هناك تطور فسيكون لديه تدهور، وإن لم يكن هناك تجديد فسيكون هناك تبديد. * مستشار أسري [email protected]