حلق سهم سابك برشاقة ومعه سهم آخر مؤثر بقطاع الاتصالات؛ ممثلا في سهم اتحاد اتصالات موبايلي الذي استطاع بجدارة واستحقاق أن ينتزع قيادة القطاع من العجوز التي كانت مهيمنة على القطاع بتأثيرها وثقلها بالمؤشر العام ومؤشر القطاع أيضا. وبإغلاق السهم بسعر أعلى من سعر الاتصالات السعودية بفارق ريالين تقريبا، أصبح تأثير السهم أكبر من تأثير الاتصالات السعودية التي انخفضت قيمتها السوقية بصورة حادة وسط تكهنات بمعاناة الشركة من المنافسة الحادة وتكاليف العروض المجانية التي يراقب العديد من المهتمين آثارها المالية على نتائج الشركة لعام 2009 وعلى الربع الرابع أيضا الذي ينتظر الكثير ظهور النتائج، وترقب توزيعات الاتصالات السعودية النقدية التي اعتادها المستثمرون في هذه الشركة. وتغلف الهواجس تفكير المستثمرين الاستراتيجيين بهذه الشركة حول ما إذا كانت هذه التوزيعات ستتأثر سلبا أم تختفي عند هذا الربع أم تحدث مفاجأة مفرحة، وتقوم الشركة بتوزيع نسبة أفضل من النسب الموزعة خلال الفترات الماضية. وبالعودة إلى مؤشر السوق الذي أنهى تعاملاته الأربعاء بارتفاع يتناسب مع قيم التداول بمقدار 20 نقطة مخترقا مقاومة مهمة فوق 6250، حيث أقفل عند 6260 نقطة، الأمر الذي يرسخ الاعتقاد بإيجابية مسار المؤشر العام. هذا المسار الإيجابي ربما لن يشمل جميع الشركات، خاصة بالقطاع المصرفي، الذي بدا واضحا إحجام المستثمرين من هذا القطاع وتحولهم إلى قطاعات أصبحت أكثر جدوى تتمثل أولا بقطاع البتروكيماويات، خاصة أسهم سابك وسافكو والمجموعة السعودية وكيان. فيما لفت تحرك سهم موبايلي الأنظار إليه، بالإضافة إلى سهم صافولا الذي سيستفيد من جملة من المعطيات المهمة مثل نتائج الشركة السنوية لعام 2009 التي يتوقع أن تحقق قفزة قوية جدا عن نتائج 2008م، إضافة إلى استفادتها المترقبة من عدد الصفقات في الشركات الأخرى؛ مثل صفقة اندماج حائل مع المراعي وصفقة طرح أسهم شركة هرفي، إذ ستكون البنوك قد أنهت بناء سجل الأوامر للحصص التي ستقوم بتملكها من سهم هرفي، ويتوقع أن يتراوح سعر الطرح ما بين 40 50 ريالا شاملا علاوة الإصدار. ومن الناحية الفنية، نجد أن سهم سابك أصبح يملك زخما جيدا لتحقيق مزيد من الارتفاعات؛ فهو باختراقه للمقاومة الأولى عند 82.5 التي كان يتردد منها إلى دعم 78 وسط حيرة انتابته طيلة الفترة الماضية ترقبا لتطورات ارتفاع أسعار النفط وبالتالي ارتفاع أسعار البتروكيماويات مما سيزيد من مكاسب القطاع ومكاسب السهم، وقد استفاد السهم من تلك العوامل، بالإضافة إلى طمأنة المستثمرين حول سلامة موقف الشركة من تهم الإغراق، الأمر الذي أعاد التوجه بقوة لشراء السهم وانطلاقه مرة أخرى لاختراق تلك المقاومة بالإضافة إلى مقاومته السابقة المتمثلة في سعر 85.5 ريال. وأغلق السهم قرب أعلى مستوياته التي حققها هذا العام عند سعر 87.75 ريال، حيث أغلق عند سعر 87 ريالا. وهذا الإغلاق أصبح مهما، حيث بنى دعما اوليا عند 86، يليه دعم 85.5 ريال، ويعتبر كسر هذا الدعم إجهاضا قويا للمسار الصاعد، لكن حدوث مثل ذلك الأمر مرهون بإشارات سلبية طارئة، أما فيما عدا ذلك، فإن السهم سيواصل -إن شاء الله- انطلاقه إلى اختبار مقاومات جديدة تبدأ من سعر 88 ثم 89.5 وأخيرا 91. والأخير يبقى سعرا مهما للإقفال بالقرب منه أو على الأقل فوق الحاجز النفسي للسهم عند 90 ريالا. لذا، فإن المؤشر العام سيكون مرتبطا بصورة مباشرة بمشاركة سهم سابك وسيتجاهل سلبية أداء القطاع المصرفي، حيث يتوقع أن يخترق المؤشر مقاومة 6290 ومنها إلى 6320، وقد نرى ارتفاع إلى مستويات 6408 نقاط بدعم من بعض الشركات مثل جرير والمراعي والتعاونية وغيرها.