حققت سوق الأسهم السعودية خلال الأسبوع الأول من عام 2010م، أداء إيجابيا متواليا مدعوما بارتفاع ثلاثة قطاعات؛ هي البتروكيماويات، وفي مقدمته سهم سابك والتصنيع، وقطاع المصارف عن طريق سهم سامبا والراجحي، وقطاع الاتصالات عن طريق سهم اتحاد اتصالات. وكان قطاع التأمين في مقدمة القطاعات الأكثر تراجعا، ليحقق المؤشر العام مكاسب خلال الأسبوع تقدر بنحو 139 نقطة أو ما يعادل 2.27 في المائة، ويغلق جلسته الأخيرة عند مستوى 6260 نقطة، تبادل مستثمرو السوق نحو 456.33 مليون سهم بلغت قيمتها 11 مليار ريال، موزعة على 289.13 ألف صفقة، مقابل تعاملات الأسبوع الماضي التي سجلت 577.6 مليون سهم، بلغت قيمتها 13.9 مليار ريال موزعة على عدد 353.6 ألف صفقة. ومن المتوقع أن تميل السوق خلال الأسبوع المقبل إلى الهدوء النسبي في أغلب الأيام، حيث بدأ المستثمرون في حالة ترقب وانتظار إعلان النتائج المالية السنوية للشركات التي تتداول أسهمها في السوق. ومن المتوقع أن يبرز قطاع الأسمنت كأكثر القطاعات في إجراء عملية توازن للسوق في الفترة المقبلة. من الناحية الفنية، من المتوقع أن تركز السوق في تعاملات الأسبوع المقبل على سهم سابك، القائد الحقيقي للسوق، الذي حقق قمة جديدة عند سعر 87.75 ريال، وسعر دعم عند 85.50 ريال، حيث يعتبر تماسك السهم أعلى من سعر 86 ريالا جيدا، ومن المهم دخول سيولة جديدة على السهم هذا الأسبوع، أعلى من سيولة الأسبوع الماضي، خاصة على سعر 87ريالا ليحقق أول أهدافه بين 89.25 إلى 92 ريالا، فمن أبرز العقبات التي تواجه السهم في الفترة الحالية تحوله إلى سهم مضاربة، ويحتاج إلى تداول كمية أكبر من الأسهم المنفذة حاليا، في حين يأتي السهم القيادي الثاني ألراجحي أقل عطاء، حيث أغلق على سعر 72 ريالا، وهو إغلاق في بداية الإيجابية، لكنه أغلق بواسطة أسهم أغلبها من أسهم العرض، وهو أيضا يحتاج إلى سيولة شرائية، فلذلك تميل السوق إلى المضاربة. ومن المتوقع أن تشهد السوق عملية جني أرباح من النوع الخفيف، خاصة إذا افتتح على ارتفاع وتجاوز خط 6271، وكانت السيولة ضعيفة، حيث تعتبر المنطقة الممتدة بين 6292 إلى 6333 نقطة من أكثر المناطق حاجة إلى سيولة استثمارية تزيد على ثلاثة مليارات ريال، فيما تعتبر السوق أعلى من خط 6222 نقطة محافظة على مسارها الصاعد، وهناك احتمالات عدة؛ ومنها بدء تحرك أسهم الشركات الخفيفة، خاصة أن المساهمين في انتظار البدء في طرح ما يقارب 8.1 مليون سهم تعادل 30 في المائة من رأس مال شركة هرفي للاكتتاب العام، في منتصف الأسبوع الحالي، ومن الملاحظ أن أغلب الأسهم المطروحة في الآونة الأخيرة، يكون عائد المكتتب فيها ضعيفا جدا، ما أثر على أداء السوق التي تبحث عن أسهم يتم الاكتتاب فيها ويتمسك بها المكتتب كاستثمار على المدى البعيد، وليس كما يحدث حاليا، أن يتم الاكتتاب في السهم بهدف المضاربة وبيعه في أول أيام الإدراج في السوق، ما يعني أن السوق لم تحقق هدفها المرجو من هذه الاكتتابات، والرامية إلى التحول إلى سوق استثمار بدلا من كونها سوق مضاربة، وإن كانت السوق نجحت إلى حد كبير في التخفيف من أعمال المضاربة اليومية. لذلك ما زالت السوق في مسار هابط، وتحتاج إلى تجاوز المنطقة الممتدة بين 6450 إلى 6620 نقطة، وتجاوز هذا المسار يحتاج إلى سيولة استثمارية تعاني من عدم استقرار المؤشرات، والمبالغة في الصعود المفاجئ أو الهبوط القاسي.