يدخل المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية اليوم، أول جلسة تداول في العام الجديد 2010م، بعد أن أنهى العام المالي 2009م بمكاسب تصل إلى 27.7 في المائة، مقارنة بعام 2008م، وأغلق عند مستوى 6121 نقطة. ومن المقرر أن يستهل المؤشر تعاملاته اليوم من الخط نفسه، الذي يعتبر كإغلاق سنوي وشهري في المنطقة الإيجابية وإغلاق أسبوعي يميل إلى السلبية، وفي المنطقة المحيرة كإغلاق يومي، حيث تساوت فيه كثير من العوامل السلبية مع الإيجابية، لذلك نجد أن الضغط على السوق يأتي على شكل قطاعات، وربما يكون لإجراء المساهمين تغييرات في نسب التملك من قطاع إلى آخر، دور واضح في ذلك، حيث تراقب السيولة الاستثمارية القطاعات التي يعتقد أنها ستحقق نتائج أقوى في العام المنصرم 2009م، والتي تنتظرها السوق على أحر من الجمر، بعد أن كشفت بعض التقارير المالية عن تحقيق خسائر في قطاع المصارف، إضافة إلى انخفاض الأرباح لشهر نوفمبر، مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي، ما يعني أن السوق حاليا تخضع للتحليل المالي أكثر من غيره، وهذا ما أثر على تباين حركة المؤشر العام على المدى اليومي، وجعلته سريع التقلبات نتيجة ضعف قيم التداولات اليومية، وفي مقدمتها قيمة السيولة اليومية، التي تعتبر الوقود الحقيقي للسوق. وهذا يعني أن ما يحدث حاليا مجرد مضاربة على الهجمة المرتدة وفترة تستغل لترتيب المحفظة من جديد، نظرا لتراجع أعداد المحافظ الصغيرة العاملة في السوق، مقابل المحافظ الكبيرة، بدليل أن الأسهم الثقيلة هي ما تحرك في الفترة السابقة، في حين كانت أسهم التكتلات تمر بمرحلة جني الأرباح وربما تصل إلى الهبوط القاسي نوعا ما لبعض الأسهم. وكان لصدور قرارات من لجنة الفصل في منازعات الأوراق المالية أخيرا دور في ذلك، وقد أشرنا في تحليلات سابقة إلى أن المضاربين في الأسهم الصغيرة تعتريهم حالة من الخوف، خاصة أن بعض الدعاوى والقضايا المرفوعة التي تمت فيها إدانة المخالفين لنظام السوق المالية ولوائحه التنفيذية كانت في عام 2008م. على المدى اليومي، انحصر المؤشر العام بين خطي 6240 كقمة و6084 كقاع، وبينهما العديد من نقاط الدعم والمقاومة، وجميع هذه النقاط تقع في منطقة سقفها العلوي 6568 نقطة وقاعها 5919 نقطة، ففي الجلسة الأخيرة شهدت كثير من الأسهم عمليات شراء، فمن المتوقع أن تفتتح السوق على ارتفاع، وعن طريق قطاع البتروكيماويات. ويأتي أي صعود فرصة للتخفيف، خاصة إذا لم يتجاوز خط 6166 نقطة، ومشاركة القطاع المصرفي في الارتفاع، في حين الإغلاق اليوم أعلى منها واختراق خط 6330 نقطة خلال الأيام الثلاثة الماضية والثبات أعلى منها يعتبر بداية الإيجابية، ويعتبر كسر خط 6109 نقاط بداية السلبية، ويؤكده كسر خط 6084 نقطة، وكذلك بالنسبة لسهم سابك، حيث تنتظر السوق كيف يمكن التعامل مع سعر 81.75 ريال في حال الهبوط، وسعر 85 ريالا في حال الصعود، وما زال سهم سامبا هو الكرت الأخير الذي يتدخل في موازنة الإغلاق، مع ملاحظة أن الجلسة الأخيرة كان سهم بنك الرياض لعب الدور نفسه، فلذلك ما زالت كل الاحتمالات واردة، وتبقى الأخبار هي أكثر ما يحدد اتجاه السوق في الفترة المقبلة، فمن المتوقع أن تكثر الشائعات حول نتائج الشركات الكبيرة.