التقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الديوان الملكي في قصر اليمامة أمس، أصحاب السمو الملكي الأمراء والوزراء وكبار موظفي الديوان الملكي وديوان رئاسة مجلس الوزراء وكبار المسؤولين وقادة وضباط الحرس الملكي، وجمعا من المواطنين قدموا للسلام عليه وتهنئته بسلامة الوصول إلى الرياض. وألقى قاضي المحكمة العامة في محافظة البدائع الشيخ محمد السحيباني، بعد إنصات الجميع إلى تلاوة آيات من القرآن الكريم مع شرحها وتفسيرها، كلمة بين يدي الملك قال فيها: «لله درك من قائد محنك و أب عطوف وملك شجاع، ففي غمرة الانشغال بأمن الحجيج وسلامتهم إذا بكارثة جدة تقع في وقت عصيب وتحدث دمارا هائلا أرق مضاجعكم فغضبتم لله وأصدرتم أوامركم الكريمة بمواساة المنكوبين ومحاسبة المقصرين وتأديب المفسدين». ورأى السحيباني في الأمر الملكي «إزالة لألم النفوس وإثلاج لصدر كل مواطن صالح وأرهب قلب كل مفسد»، فيما أكمل حديثه قائلا: «ما إن اطمأن مقامكم الكريم على نجاح الحج نجاحا باهرا شهد به القاصي والداني وبدلا من الخلود إلى راحة مستحقة، إذا بكم يا خادم الحرمين الشريفين تتوجهون إلى الجهة الجنوبية لمؤازرة جنودنا البواسل حماة الثغور المرابطين على الحدود والشد على أيديهم وبث الحماس في نفوسهم، ثم يقف مقامكم الكريم على أحوال أهل القرى المشردين وتتلمسون حاجتهم وتصدرون أوامركم بإنشاء عشرة آلاف وحدة سكنية». وتوجه قاضي المحكمة العامة في محافظة البدائع إلى الله بالدعاء أن ينزل نصره المؤزر عليهم عاجلا غير آجل وأن يرد كيد المتسللين بغيظهم. وتابع السحيباني قائلا: «أثبتت قيادتكم الحكيمة يا خادم الحرمين الشريفين أن بلادنا قوية بفضل الله، لها القيادة والسيادة والريادة، فلقد أشرفتم رعاكم الله على قيادة الحجيج وحرصتم كل الحرص على سلامتهم و وقفتم بكل قوة وحزم لمن يريد المساس بأمنهم وسلامتهم، وكانت هناك أبواق تهدد وتتوعد ولكن لما رأت القوة والحزم لم تجرؤ أن تتجاوز حدودها ولا بمقدار شعرة واحدة». وزاد قاضي المحكمة العامة في محافظة البدائع: «شرف الله تعالى ولاة أمر هذه البلاد كابرا عن كابر منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله برعاية الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وبذلوا جهودا ملموسة مباركة في خدمة الحجاج والمعتمرين مما أضفى على شعائر الحج راحة وطمأنينة وانسيابا وهم لا يريدون بذلك أجرا ولا شكورا من الناس وإنما يرون رضا الله عز وجل أغلى مطلب لهم». وأضاف السحيباني: «من الله علي بالحج عدة سنوات مشاركا في توعية الحجاج عن طريق حملات الحج، وفي عام 1424ه وقع تدافع مات بسببه عدد من الحجاج مما كدر خاطركم فغضبتم لله غضبة مضرية وأصدرتم أمركم الكريم بإنشاء جسر ضخم للجمرات مهما بلغت تكلفته، وتابعتم شخصيا مسيرة بنائه حتى اكتمل وخرج بحلة قشيبة مزدانة بلمساتكم الناصحة وتوجيهاتكم النافعة». وأفاد قاضي المحكمة العامة في محافظة البدائع مخاطبا الملك، إن «حجاج بيت الله يشركونكم معهم في دعواتهم على هذا العمل الكبير، ويشركونكم في دعائهم على الصفا والمروة عند إتيانهم بالسعي براحة وطمأنينة بعد أن كان المسعى يمتلئ فيقف الناس أحيانا لا يقدرون على المشي، وأما اليوم فصاروا يقضون سعيهم براحة وسكينة بعد أن وسعتم لهم المسعى وسع الله لكم في الدنيا والآخرة». وقال السحيباني: «هنيئا لكم يا خادم الحرمين الشريفين دعوة من لا ينطق عن الهوى رسول رب العالمين محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه حيث قال (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فاأرفق به)، ونشهد الله وملائكته والعالم كله أنكم قد رفقتكم بالحجاج وسعيتم بما يريحهم ويسهل عليهم وهذه عبرة مشاعر تتردد في الصدر وعند كل حاج مثلها وأكثر، شكر الله سعيكم وأدام عزكم ورد كيد عدوكم في نحره». وهنأ قاضي المحكمة العامة في محافظة البدائع الملك والشعب السعودي بعودة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى المملكة سالماً معافى. وبدوره، ألقى الشاعر نايف بن الحميدي بن بتلاء قصيدة بين يدي خادم الحرمين الشريفين. حضر اللقاء صاحب السمو الأمير محمد بن عبدالله بن جلوي، صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن محمد بن عبدالعزيز، صاحب السمو الأمير فهد بن مشاري بن جلوي، صاحب السمو الأمير بندر بن محمد بن عبدالرحمن، صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز، صاحب السمو الأمير عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الأمير سعود بن خالد بن محمد بن عبدالرحمن. كما حضر اللقاء، صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن خالد بن عبدالعزيز، صاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، صاحب السمو الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالرحمن، صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة، صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن ناصر بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد مستشار خادم الحرمين الشريفين.