استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في الديوان الملكي بقصر اليمامة أمس أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء وكبار موظفي الديوان الملكي وديوان رئاسة مجلس الوزراء وكبار المسئولين وقادة وضباط الحرس الملكي. كما استقبل الملك المفدى جموعاً من المواطنين الذين قدموا للسلام عليه رعاه الله وتهنئته بسلامة الوصول إلى الرياض. وفي بداية الاستقبال أنصت الجميع إلى تلاوة آيات من القرآن الكريم مع شرحها وتفسيرها. ثم تشرف الجميع بالسلام على خادم الحرمين الشريفين. وألقى قاضي المحكمة العامة بمحافظة البدائع الشيخ محمد بن صالح السحيباني كلمة استعرض فيها الجهود المباركة لولاة أمر هذه البلاد كابرا عن كابر منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، رحمه الله، برعاية الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وقاموا ببذل جهود ملموسة مباركة في خدمة الحجاج والمعتمرين مما أضفى على شعائر الحج راحة وطمأنينة وانسياباً وهم لا يريدون بذلك أجراً ولا شكوراً من الناس وإنما يرون رضا الله عز وجل أغلى مطلب لهم . واستعرض ماتحقق من إنجازات في جسر الجمرات وماتيسر للحجاج من تأدية المنسك بيسر وسهولة وكذلك ماتيسر لهم بسبب توسيع المسعى الجديد ، فجزاكم الله يا خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء وأحسن الثواب وأكمل الأجر. وقال فضيلته : ولو فرضنا أن عدد الحجاج في كل عام يبلغ ثلاثة ملايين فقام ثلثهم فقط بالدعاء لكم على هذا التيسير لكان لكم ملايين الدعوات تقرع أبواب السماء من حجاج البيت الحرام الذين هم وفد الله إن سألوه أعطاهم ، فكيف إذا كان كل الحجاج يدعون لكم ، بل هنيئاً لكم يا خادم الحرمين الشريفين دعوة من لا ينطق عن الهوى رسول رب العالمين محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه حيث قال:” اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به“. وتابع الشيخ السحيباني بالقول : لقد أثبتت قيادتكم الحكيمة يا خادم الحرمين الشريفين أن بلادنا قوية بفضل الله ، لها القيادة والسيادة والريادة ، فلقد أشرفتم رعاكم الله على قيادة الحجيج وحرصتم كل الحرص على سلامتهم ووقفتم بكل قوة وحزم لمن يريد المساس بأمنهم وسلامتهم ، وكانت هناك أبواق تهدد وتتوعد ولكن لما رأت القوة والحزم لم تجرؤ أن تتجاوز حدودها ولا بمقدار شعرة واحدة ، وفي غمرة الانشغال بأمن الحجيج وسلامتهم إذا بكارثة جدة تقع في وقت عصيب وتحدث دماراً هائلاً أرق مضاجعكم فغضبتم لله وأصدرتم أوامركم الكريمة بمواساة المنكوبين ومحاسبة المقصرين وتأديب المفسدين مما أزال الألم من النفوس وأثلج صدر كل مواطن صالح وأرهب قلب كل مفسد. وما إن اطمأن مقامكم الكريم على نجاح الحج نجاحاً باهراً شهد به القاصي والداني وبدلاً من الخلود إلى راحة مستحقة واستعرض زيارة الملك للحدود الجنوبية وشده من أزر الجنود البواسل الذي يدحرون المعتدين المتسللين، ثم يقف مقامكم الكريم على أحوال أهل القرى المشردين وتتلمسون حاجتهم وتصدرون أوامركم بإنشاء عشرة آلاف وحدة سكنية ، فلله درك من قائد محنك وأب عطوف وملك شجاع .واختتم قاضي المحكمة العامة بالبدائع كلمته بالقول : لا يفوتني أن أهنئ مقامكم الكريم والشعب السعودي وأهنئ نفسي بعودة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى أرض الوطن سالماًً معافى من العارض الصحي الذي تعرض له وأسأل الله أن يديم عليه لباس الصحة والعافية ، فهو ساعدكم الأيمن وعضدكم بعد الله ونشكر له تلك الزيارة التي قام بها فور وصوله إلى أرض الوطن بزيارة المصابين من جنود قواتنا المسلحة والشد على أيديهم وإكرامهم .