فوائد الرياضة معروفة للجميع، فإلى جانب أنها تقوي الأجسام وتزيل الترهلات، فهي صمام أمان من الأمراض خاصة أمراض الرفاهية أي التي جلبتها الحضارة الحديثة، لذلك انتشرت النوادي في جميع المدن تقريبا، بل في أكثر الأحياء السكنية، ومع ذلك لا يقبل الكثير على ممارسة الرياضة، كما أن الاقبال يكون موسميا أي في الإجازات فقط من باب التسلية والترفيه، وإذا كان ذلك ينطبق على الألعاب، فإن الأمر أكثر وضوحا في لعبة كمال الأجسام التي يخشاها البعض، فهناك من يعتقد أنها تصيب الجسم بالترهل مع تقدم العمر، والبعض يرى أنها تتطلب أنواعا خاصة من الطعام.. ولكن ماذا يقول ممارسو هذه الرياضة والمعنيون بالتدريب. الأندية والغذاء الكابتن ناصر الهاشمي وهو مدرب في هذا النوع من الرياضة، وحاصل على شهادات دولية ومحلية عدة، ما أهله أن يكون مدربا وطنيا على مدى ما يقارب 11 عاما.. يقول: في السابق لم يكن هناك اهتمام مناسب برياضة كمال الأجسام، بل كان من النادر الإقبال عليها من الشباب لأسباب كثيرة منها على سبيل المثال: قلة النوادي، ندرة المدربين، وعدم الاهتمام باللياقة والصحة العامة، ولكن مع مرور الوقت وتنبه الناس لأهمية الرياضة بشكل عام وتأثيرها على الإنسان جسديا ونفسيا أيضا والانفتاح الاعلامي الحاصل الآن، تشجع كثير من الشباب للتسجيل في النوادي، ما أوجد المنافسة والعزيمة والإصرار لدى الشباب للتسجيل فيها. ويضيف الهاشمي: لقد واكب ذلك توفر الأغذية المناسبة للرياضيين، وهذه الأغذية آمنة ولا تسبب أخطارا، ولكن في المقابل هناك وصفات طبية يقبل عليها بعض الشباب بدون استشارة وهي مضرة جدا وعلى الشباب تجنبها لتلافي أضرارها. الفشل في السرعة الكابتن ثامر حلمي والكابتن بكر ضحية قالا: بعض الشباب يقبل على الأندية لسببين رئيسيين، السبب الأول تحسين بنية الجسد وإبراز القوة، والثاني دافع التقليد، فهناك من يريد أن يكون مثل شخص رياضي معروف وهذا لا يستمر طويلا، وأما الفئة الأكثر استمرارا فهى فئة الهواة، فغالبا ما تكون الهواية الدافع الرئيسي في الاستمرار، كما أن البعض يريد أن يصبح بطلا في وقت قصير جدا وهذا ليس صحيحا ولا منطقيا، ليس في رياضة كمال الأجسام فقط، بل في كل الرياضات فالتهيئة مطلوبة والخطوات الاولية أيضا مطلوبة، لأن الجسم يحتاج في البداية لتمارين تسخين وتعويد العضلات. يوسف محمد عبده (21 عاما) يدرس في كلية الهندسة في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة يقول: منذ أربعة أعوام وأنا أمارس رياضة كمال الأجسام بانتظام بسبب نحافتي الزائدة مع طولي الفارع والذي يبلغ 188 سم، وقبل رياضة كمال الأجسام مارست كرة السلة لمدة عام ما زادني نحفا، وتركت كرة السلة ومارست رياضة كمال الأجسام بغية تحسين بنية جسمي وزيادة وزني وساعدني والدي حيث كان رياضيا ورافع أثقال في فريق القوات البحرية وحصل على العديد من الجوائز، وأخي أيضا كان له دور في تشجيعي وإعطائي الدافع للاستمرار. هواية عبدالله الغامدي (22 عاما، موظف في شركة خاصة) يقول: مارست كمال الأجسام من باب الهواية ومشاركة أصدقائي في نادٍ قريب من منطقة مساكننا، وبصراحة في البداية لم أكن مقتنعا بهذه الرياضة، ولكن مع الاستمرار والإصرار وجدت أنها رياضة مفيدة ولها تأثير إيجابي على الشخص. عبدالمجيد سندي (23 عاما، طالب في كلية الهندسة في جامعة الملك عبدالعزيز تخصص هندسة معمارية) يقول: أمارس الرياضة بجميع أنواعها وبدون استثناء، ولكن في أيام الإجازات ووقت الفراغ فقط بغرض تحسين لياقتي البدنية، فانشغالي بالدراسة يمنعني من الاستمرار بشكل متواصل، حتى عائلتي تمنعني من الاستمرار في رياضة كمال الأجسام بالذات؛ لأنهم يعتقدون أنها رياضة تحتاج لمكملات غذائية وبروتينات وأحماض أمينية خاصة ولديهم فكرة خاطئة عنها بأنها مضرة بالصحة مستقبلا. النادي والمنزل مهند والمعتز أنس زارع (21 و22 عاما، الأول طالب هندسة كهربائية في كلية ينبع الصناعية، والثاني يدرس هندسة معمارية في السنة الرابعة)، يقولان: نمارس جميع الرياضات ولكن تركيزنا الأكثر على البدنية، فهي تبرز العضلات وتقويها، فالرياضة بصفة عامة مفيدة لجميع الأعمار. ويقول مهند: أمارس الرياضة منذ ما يقارب خمسة أعوام ولا توجد عوائق تمنعني من الاستمرار فيها عكس المعتز الذي لا يمارس الرياضة إلا في وقت الفراغ فقط وأيام الإجازات، وليس له باع طويل فيها. رياضة موسمية محمد الواحدي وعبدالله القليصي وعبيدة عبدالله (موظفو استقبال في ناد رياضي في جدة) يقولون: الإقبال يزداد على ممارسة الرياضة في الإجازات الصيفية والشتوية حتى من خارج جدة نجد أشخاصا يسجلون في جميع أقسام النادي، خاصة الذين تتراوح أعمارهم بين 16و20 عاما، لكن بعد ذلك لا نراهم مرة أخرى إلا في الإجازة المقبلة مع إننا نهيئ لهم الوقت الكافي والخدمات المميزة، إضافة إلى العروض المغرية لأننا نعلم مسبقا أنهم ما زالوا طلابا وليس لهم دخل، ما يجعلنا نخفض في الأسعار ونجعلها في متناول الجميع وخاصة طلاب الجامعات الذين لديهم رغبة كبيرة في التسجيل في الإجازات.