من لا يعشقها لا يستطيع لعبها، فهي لعبة ذات مستوى رفيع، ابتكرها الفرنسيون عام 1429م، وتتم على طاولة يتخللها جيوب مع بضع كرات، وعصي تختلف أطوالها صنعت خصيصا لذلك، إضافة إلى مثلث ترتيب كرات اللعب. تتميز لعبة البلياردو بالتكتيك، لأنها مبنية على النظريات الهندسية السليمة التي تتطلب صفاء الذهن وعمق التفكير وحدة الذكاء وهدوء الأعصاب ودقة الملاحظة وحدة البصر واكتمال اللياقة البدنية، ما يعني أنها رياضة فنية، بدنية، عملية وعقلية. رياضة واسعة الانتشار يشير سعيد الغامدي (مدير صالة ترفيهية في جدة) إلى انتشار البلياردو في الآونة الأخيرة في الأندية وصالات الترفيه واحتلال طاولاتها يقارب ال60 في المائة من مساحة هذه الصالات، نظرا للإقبال عليها من فئة الشباب المحب لهذه اللعبة، فهي تتميز بمنظر جميل، إضافة إلى المهارة التي يتمتع بها اللاعب، وتشمل طاولات البلياردو أنواعا شتى ومجموعة كبيرة وأسماء عالمية منها ماهو غال ومنها رخيص، ولكن نفضل الغالي لأنها تصمد لفترة طويلة لقوة تحملها. دوري البلياردو من جانبه يشير حمزة مداري (مسؤول إداري في صالة ترفيهية في جدة) إلى الاهتمام الكبير الذي يوليه الشباب للعبة البلياردو التي تقام لها المسابقات وتقدم فيها الكؤوس والجوائز، خصوصا في الدول المتقدمة مثل أوروبا وأمريكا، لذلك تجدنا مهتمين أكثر بتوفير عدد كبير من طاولات البلياردو بما يتناسب والإقبال الجماهيري الكبير من فئة الشباب، وهناك دوري يقام كل سنة في جدة برعاية تجار ورجال أعمال وشركات لها وضعها في السوق تحت إشراف رعاية الشباب، فضلا عن رصد جوائز للفائزين الذين يأتون من جميع أنحاء المملكة للمشاركة في هذه المسابقة. تمتد لساعات طويلة جميل وعبد القادر إبراهيم السقاف توأمان (16 عاما) من محبي اللعبة، يقول جميل: نقضي معظم وقتنا خصوصا أيام الإجازة الصيفية على طاولة البلياردو، بما يقارب الخمس ساعات يوميا، ويساعدنا في ذلك كثرة الأندية والكافيهات التي توفر هذه الخدمة على أعلى مستوى، ولساعات طويلة تصل إلى مابعد منتصف الليل. صفقات جانبية مشاري الصبحي وفهد أحمد يقولان في بعض الأحيان تعقد بعض الصفقات الصغيرة التي تتم بين رجال الأعمال على طاولة البلياردو مثلها مثل (عشاء عمل) (اجتماع عمل) فهي لعبة محببة وجميلة وباستطاعة أي شخص أن يمارسها وفي نفس الوقت يتحدث في العمل، ولكن باختلاف المهارات فهي تحتاج لتركيز وهدوء أعصاب ودقة في اللعب. وقت الفراغ ويقول أيمن الدالي (20 عاما) أمارس لعبة البلياردو مع ابن عمي رمزي في أوقات فراغنا من العمل ما يقارب الساعة أو الساعتين يوميا فنحن لدينا محلات لبيع أجهزة الجوالات واكسسواراتها وكما تعلم تأخذ من وقتنا الكثير، فذهابنا لإحدى الصالات المعروفة والمنظمة يمنحنا الحافز ويهيئ لنا الأجواء المناسبة للعب، حيث لا توجد ألعاب كثيرة تعكر صفونا وتركيزنا لأن لعبة البلياردو بالذات تحتاج قوة تركيز ومرونة وتكتيكا، مشيرا إلى مشاركته الوحيدة في بطولة البلياردو قبل عام تقريبا، وعدم توفيقه فيها نظرا لبراعة واحتراف من شارك معهم، وفي ذلك يقول: كنت أضع نفسي في خانة الموهوبين ولم أكن أعلم أن هناك من جعلوها شغلهم الشاغل وتفرغوا لها حتى أصبحوا يجيدونها بشكل مذهل. قوانين اللعبة عبد الإله حنبولي (18 عاما) يقول للبلياردو عدة قوانين وطرق تختلف بحسب المكان والدول، ولكن المتداول لدينا هنا قانون (الواحد وال 15) وقانون (فري بولوز) أي ضرب الكرة من أي مكان، وهذا القانون أغلبنا يمارسه لسهولته ولإعطائه الحرية الكاملة والكل يفهمه بسرعة ولا يوجد فيه تعقيد مثل بعض القوانين الأخرى، وبالنسبة لممارستي للعبة، فمنذ صغري أحبها وأمارسها بشكل شبه يومي خصوصا في أيام الصيف لوجود الوقت الكافي لدي. عشقي الأول عبد الله علان (19 عاما) يقول لعبة البلياردو عشقي الأول إلى جانب بعض الهوايات المحببة الأخرى مثل: تنس الطاولة، والسباحة. ولكن للبلياردو مكانة في قلبي، فهي لعبة مرموقة هادئة تحتاج من اللاعب التركيز والدقة والمرونة، فهي ليست مثل باقي الألعاب التي تشد الأعصاب أو تثير المشاكل، لذلك نرى الإقبال عليها يزيد يوما بعد يوم. مسابقات وجوائز شادي عاشور (مسؤول ناد رياضي في جدة) يقول منذ عام ونصف وأنا أعمل في هذه الصالة الرياضية، التي تشغل طاولات البلياردو فيها ما يقارب 80 في المائة من حيز الصالة، لكثرة الإقبال عليها من فئة الشباب من عمر 10 45 عاما، إضافة لصالة الألعاب الإلكترونية وصالة الإنترنت، ويكثر الإقبال في الصيف وأيام الإجازات والأعياد، فأصبح لدينا مسابقات وبطولات للبلياردو والسنوكر تقام كل عام ويشرف عليها الاتحاد السعودي، وترصد لها الجوائز المالية والعينية، فقضاء الشباب على وقت فراغهم في صالات الترفيه أفضل لهم من التسكع في الشوارع والأسواق.