كشفت مجموعة روتانا عن شراكة استراتيجية مع والت ديزني تأتي بعد شراكة وتحالف مع قنوات فوكس الدولية بنحو عامين. وجيشت الشركة طاقتها لدعوة وسائل الإعلام السعودية والأجنبية على رأسها أهم وكالات الأنباء العالمية، وهو ما يحدث نادرا في مؤتمرات الشركة في السعودية. وأعلنت الشركة أمس الأول في مؤتمر صحافي في الرياض في مقرها الرئيس في برج المملكة، بحضور رئيس روتانا للخدمات الإعلانية نزار ناقرو و رئيس قنوات فوكس الدولية وارد بلات، والنائب الأول للرئيس في ديزني فرانشسكا توريللو، وآخرين من الشركات ذاتها، عن التوقيع على اتفاقية تمتد لعدة سنوات بين روتانا وشركة والت ديزني، تسمح هذه الاتفاقية لروتانا بعرض أفلام ومسلسلات لديزني حصريا وللمرة الأولى على القنوات العربية المجانية على مجموعة قنواتها مثل فوكس للأفلام وفوكس للمسلسلات و LBC وروتانا خليجية. وللمرة الأولى أيضا، أعلنت روتانا عن قيمة الصفقة والتي كلفتها نحو 150 مليون ريال قد تصل إلى 200 مليون ريال، وربما يجيء هذا الإعلان بمثابة رد على الشائعات التي قالت إن الشركة تعاني أزمة، حين سرب أنها تنوي فسخ عقود فنانين وتسريح موظفين. وفي بيان صحافي وزع في المؤتمر، عبر الأمير الوليد بن طلال، رئيس مجلس إدارة مجموعة روتانا الإعلامية، عن اعتزازه بالشراكة الاستراتيجية بين العملاقين روتانا وديزني Disney، في بادرة تؤكد اهتمام مالك روتانا الشخصي بالعقد الجديد الذي يتم توقيعه في فترة تشهد تداول الكثير من الأخبار حول أزمة مالية تعاني منها روتانا بسبب الأزمة الإقتصادية العالمية. وأكد نزار ناقرو في المؤتمر الصحافي، إن «روتانا مجموعة شركات متماسكة و وضعها المالي قوي، كما أن استثماراتها ودخلها ومصروفاتها تزيد في كل عام». واعتبر أن الشائعات التي تقول عكس ذلك لا يستحق الرد عليها، كما أكد أن روتانا تخطط لاستثمارات ضخمة ومكلفة في المنطقة، «مخطط لها منذ سنوات بدقة، وأن هذه الاستثمارات لم تتأثر حتى بالأزمة، وهي متواصلة، ولا يزال هناك الكثير قريبا». ولم يفت الصحافيين السؤال عن الأخبار التي تؤكد أن الشركة تنوي فسخ عقود كم كبير من الفنانين وتسريح موظفين، وقال نزار ناقرو: «إن روتانا لديها أكثر من 120 فنانا، وفي كل عام يخرج منها فنانون ويدخل إليها آخرون، والفنانون الرابحون حتما سيبقون مع الشركة». في إشارة إلى أن الفنانين الذين يشكلون عبئا ماليا على الشركة سيغادرونها قريبا، وأكد ذلك بقوله: «نحن شركة ربحية، ببساطة». وعن المنافسين الذين سيستفيدون من هذا التسريح الكبير للفنانين، قال ناقرو: «نرحب بالمنافسة والسوق مفتوحة، لكن حتما نحن أقوياء ولا نخشى المنافسة». وفي سؤال وجه للنائب الأول للرئيس في ديزني فرانشسكا توريللو عن مدى حقيقة دخول MBC في الصفقة وخسارتها لها، قالت: «مجموعة MBC من أحد عملائنا وبيننا وبينهم عقود أخرى»، لكنها أضافت: «روتانا وفوكس حققوا كل مطالبنا»، في إشارة إلى المبالغ وتفاصيل الاتفاقية. ويتيح الإتفاق الجديد لروتانا الاستحواذ على ما يقرب من 30 في المائة من المواد التلفزيونية الأجنبية التي تعرض عبر قنوات تلفزيونية في منطقة الشرق الأوسط لتتحول إلى منافس كبير لشبكة «إم بي سي» التي تمتلك 3 قنوات للأفلام والمسلسلات الأجنبية. وتجلب الاتفاقية إلى روتانا أحدث المسلسلات والأفلام من قنوات ديزني و «إيه بي سي» وأكاديمية ديزني / بيكسار إلى مشاهدي قناتي فوكس أفلام ومسلسلات غير المشفرتين، وبينها أعمال شهيرة، منها فيلم «قراصنة الكاريبي» ومسلسلات «بيتي القبيحة» و «لوست»، وحفل تسليم جوائز الأوسكار وغيرها من الأعمال التي تحصل روتانا على حقوق عرضها الحصرية على قنواتها المتاحة للجمهور مجانا دون تشفير. وقال بيار الضاهر رئيس قطاع البث التلفزيوني في روتانا، «إن أهمية الاتفاقية لا تكمن في مجرد الاستحواذ حصريا على حقوق بث محتوى والت ديزني في المنطقة بل لكون إضافة محتوى والت ديزني يضمن لقنوات روتانا التواصل مع فئات عمرية متنوعة»، مشيرا إلى أن «محتوى ديزني لا يتميز فقط على مستوى فئتي الأطفال والمراهقين بل يمتد ليطاول مراحل عمرية مختلفة». الجدير بالذكر ، «إن مصادر تؤكد، إن روتانا أعدت خطة لهيكلة مجموعة شركاتها بالكامل في إطار شراكة مرتقبة بينها وبين مؤسسة «نيوز كورب» العالمية، ويتم من خلال هذه الخطة الاستغناء عن كل القطاعات غير الرابحة، والتي يجري حاليا تقييمها جميعا».