جاء اليوم الذي سيتنصل فيه الكثيرون من مسؤولياتهم التي كانوا يتباهون بها عندما كانوا يتسنمون أحد القطاعات الخدمية في جدة، ويلقون بتبعات ما حدث على غيرهم، وسنسمع أن كثيرا منهم سيؤكد أنه لم يكن يملك الصلاحية في إصدار القرار وتنفيذه في وقت كانوا يتباهون فيه بما يملكونه من صلاحيات ومهمات جسام. يحدث هذا اليوم بعد أن زهقت أرواح، ودمرت ممتلكات بسبب حفنة ماء ينزل أضعافها بشكل شبه يومي طوال العام على كثير من بلدان العالم التي كان يفضلها أولئك لقضاء إجازاتهم السنوية، وبعد انتهاء المطر تخرج للشوارع فلا ترى أي أثر لذلك المطر، لكنهم لم يعيروا ذلك قليلا من اهتمامهم لتحل الكارثة التي لم تكن في الحسبان على الأقل لدى بسطاء الناس الذين هم ضحايا هذه الكارثة والفاجعة المؤلمة. لكن الحق يعلو دائما ولا يعلى عليه وينتصر العدل ولا ينتصر سواه. فكما أن هناك أناسا قصروا وتهاونوا وضيعوا الأمانة، فإن الله قد اختار رجالا يقولون الحق وبه يعدلون وينشدون عن الحقيقة ولا غير الحقيقة، ذلك هو ما أمر به الملك الصالح العادل المنصف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله، فقد قال كلمة الحق والعدل وشكل لجنة قد تكون هي أسرع لجنة في العالم (لجنة تقصي الحقائق)، انتصارا للحق، وأداء للأمانة، فلم يعد هناك مجال للتستر وإخفاء الحقائق. راجح ناصر البيشي جدة