القلب يكاد ينفطر حزناً على ضحايا تسونامي جدة الذين راحوا ضحية الإهمال واللامبالاة التي تتسم بها أمانة عروس البحر جدة التي أصبحت عجوزا، وتنتظر ونحن معها ولكن الملك عبد الله بن عبد العزيز انتصر للحق ونصر أهالي جدة وضحاياها كما قالت «عكاظ» أمس وبدد كل مخاوف المنكوبين، وأعاد الأمل لذوي أكثر من مائة شهيد، ومئات المشردين الذين خسروا الملايين من أصحاب المنازل والسيارات نتيجة السيول التي دهمت المدينة، وهاجمت تلك العشوائيات التي كثيرا ما كتبنا عنها، ونبهنا إلى خطورة أوضاعها، ولكننا في واد والمسؤولون في أمانة جدة في واد آخر. لقد كشفت هذه السيول الأخيرة وجوه التقصير البشعة التي تعاني منها مدينة جدة، فقد تهدمت الأسوار التي كان من المفروض أن تصد هذه المياه، وانهارت المساكن العشوائية التي غضت الأمانة طرفها عنها، وسمحت لأصحابها بالتمادي في التواجد فيها، وعلى الرغم مما نسمعه من تصريحات وردية حول هذه المناطق وسكانها، إلا أن الكارثة الأخيرة قد كشفت لنا زيف هذه التصريحات وعدم مصداقيتها. ولذلك جاء الأمر الملكي صريحاً وواضحاً وشفافاً باستقصاء الحقيقة من جذورها والبحث عن أسبابها. ومع أننا ناشدنا مرارا، ومنذ سنوات، لحل مشكلة الصرف الصحي في بعض مناطق جدة، إلا أننا نواجه الحقيقة المرة، المتمثلة في أن ما يقرب من سبعين في المائة من أحياء جدة، ونحن في القرن الحادي والعشرين، يعاني من عدم وجود صرف صحي، كان بإمكانه التخفيف من حجم الكارثة هذه والسيول التي وإن كانت قدرا من الله تعالى، إلا أن الاهمال لا يمكن أن نعده من القدر الذي ينبغي التسليم به والإيمان له، وإنما هو تجاوز في كل ما تحمله هذه الكلمة من معان أليمة وأبعاد قاسية تصيب البشر والحجر وإلا كيف يفسر المسؤولون انعدام تصريف المياه في نفق طريق الملك عبد الله والجسر الذي كلف ثلاثمائة مليون ريال. المسؤولون في الأمانة يحاولون التنصل من المسؤولية وكل منهم يلقي بتبعية ما حدث على من كان قبله، زهقت الأرواح ودمرت الممتلكات ومما زاد الطين بلة التصريح بعدم تعويض أصحاب السيارات الذين تضرروا من جراء السيول مع أن هذه الأضرار هي نتيجة إهمال الجهات القائمة على أمر هذه المدينة واجهة المملكة وبوابتها التي يلج من خلالها الحجاج والزائرون، ولعل أغرب ما سمعته هو تصريح أحد كبار المسؤولين في الأمانة بأن ما حدث مفاجأة له مع أن مهمة الأمانة هي الاستعداد لمواجهة المفاجآت وحل الأزمات. ولكن حتى لا نبكي على اللبن المسكوب فإن خادم الحرمين الشريفين أعاد الأمور إلى نصابها ونصر المظلومين أسر الضحايا الأبرياء الذين راحوا ضحية الإهمال الذين فقدوا منازلهم وسياراتهم، وأعلن عن تشكيل اللجنة التي سوف تبحث أسباب الكارثة ليحاسب كل من تهاون وأدى بتهاونه هذا إلى وفاة الأبرياء وهدم منازل وممتلكات المواطنين حتى ولو كانوا يعيشون في العشوائيات؛ لأن هذه العشوائيات قامت ونمت تحت سمع وبصر أمانة جدة التي ضيعت الأمانة. و «إنا لله وإنا إليه راجعون». للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 177 مسافة ثم الرسالة