إذا كان الإعلام قد ساهم في مراحل سابقة في المساعدة على استمرار التجاوزات بتجنبه إلقاء الضوء عليها وفضحها، أو بتضخيمه لأقل المنجزات وأردئها لتبدو وكأنها لا مثيل لها، وإذا كان قد ساهم في إيهام المواطن بأن كل شيء لدينا لا يوجد نظير له من خلال صور المسؤولين بكامل أناقتهم وهم يقصون الأشرطة ويضعون أحجار الأساس لمشاريع (الله أعلم بحالها)، إذا كان ذلك كذلك فيبدو أنه أي الإعلام استيقظ أخيرا ليكفر عن بعض أخطائه، ويمارس دورا أكثر صدقا مع المجتمع. المتتبع للأداء الإعلامي منذ بدء كارثة جدة يجد أن لغة أخرى بدأت، وكلاما جديدا لم تتعوده أسماع الناس قد بدأ.. لغة المكاشفة والمحاسبة والوضوح، وتحييد القلم الأحمر الذي أمعنت الصحافة، والإعلام عموما، في استخدامه. هل المرحلة هي التي أجبرتنا على نشر الصور التي لم نتخيل يوما أن إعلامنا سينشرها، والتقارير والمقالات التي لم يكن محرر أو كاتب يحلم أنها ستنشر بالصيغة التي كتبها؟. أيا يكون الأمر، اختياريا أم إجباريا، فإن هذا هو دور الإعلام الحقيقي وهذا واجبه وضميره الذي يجب أن يكون رقيبا أمينا على مقدرات الوطن، لا مصفقا ومطبلا في حفلات البخور التي يحجب دخانها حقيقة بعض الأوضاع السيئة والمسؤولين السيئين. لا يجب أبدا أن نعود إلى مرحلة لم يكن للإعلام دور فيها سوى التلميع والمبالغة دون مبرر، لا يجب أبدا أن يعود إلى ممارسة دور الحاجب الساذج، بقصد أو بدونه، لكل مسؤول يغالط الوطن وينهب مقدراته، ويمارس تضليل المواطن بمعلومات أو وعود غير حقيقية. لقد قام الإعلام خلال الأيام الماضية بدور وطني يشكر عليه، وإذا أرادنا أن نتذكره بالخير فعليه ألا يفاجئنا بانتكاسة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة