ها هي الأرقام تتحدث، وها هي الميزانية الهائلة تطرح نفسها بمئات المليارات القادرة على فعل الأساطير، ولكن ماذا بعد؟؟ ماذا بعد الأرقام التي تدير الرؤوس؟؟ الجواب يأتي على لسان صانع العصر السعودي الحديث، الحاكم الذي ضخ الحب في شرايين الشعب، مثلما ضخ كل موارد الوطن من أجله. الجواب يأتي متكررا واضحا دون مواربة: الإنجاز.. الإنجاز.. الإنجاز. في الميزانية السابقة قالها أمام الملأ مخاطبا الوزراء بأن لا عذر لهم في التقصير بعد أن توفرت لوزاراتهم ميزانيات لم يحلموا بها، وها هو اليوم أوضح من ذي قبل وهو يقول للوزراء بشأن الميزانية: «عليكم إتمامها بجد وإخلاص وسرعة، وعدم التهاون في كل شيء يعوقها، لأن هذه أسمعها أنا من الناس وأحسها بنفسي. بعض المشاريع إلى الآن ما بنيت، ضائعة، لكني آمل منكم من يجد تقصيرا من أي أحد ومنهم وزير المالية أن يخبرني، لأنه لا يوجد تقصير أبدا أبدا، واللوم إذا جاء يجيء على الوزير فقط..».. ما أروعك أيها الملك الواضح الصريح الشجاع الشفاف.. نعم.. أنت تسمع الناس وهم يشتكون من المشاريع الضائعة. مليارات رصدت لمشاريع ولكنها على ورق فقط، وفي أحسن الأحوال تظهر هذه المشاريع في أسوأ صورة.. هناك من هم أقل مسؤولية، وضعت الأمانة في أعناقهم لكنهم ليسوا بوضوحك يا سيدي، وليسوا بشجاعتك الأدبية في الإشارة إلى التقصير والتهاون رغم أنهم المسؤولون عنه. إنهم لا يحسنون شيئا سوى الدفاع المستميت عن الخطأ، وتجييره إلى أسباب غير حقيقية. أنت تسمع، وهم لا يسمعون.. أنت تعترف، وهم يكابرون.. أنت قريب، وهم بعيدون.. أنت أعطيت، وهم يبخسون.. هؤلاء لا يراهن عليهم يا سيدي.. هؤلاء يجب أن يختفوا من مشهد مشروعنا.. الحضاري التنموي لأنهم أكبر معطلين له.. اضرب بيدك يا سيدي على كل من ينهب الوطن، وينهش المواطن.. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة