رغم مضي عشرة أيام على كارثة جدة، لا يزال سكان حي قويزة يعيشون المعاناة وهم ما زالوا يلملمون جراحاتهم . وفي المقابل، رصدت «عكاظ» مجموعة من الشابات والشباب الذين تطوعوا في توزيع المعونات على سكان الأحياء المتضررة، والذين بدأوا فور وقوع الكارثة مباشرة، حيث تهافت مئات المتضررين على المخيم الموجود في الحي نفسه طلبا للحصول على وجبة طعام. وتقول أم جهراء (باكستانية): لم تصلنا أية مساعدات أو طعام إلى الآن، ولدي ثلاثة أطفال لا أدري من أين أسد رمقهم. ويضيف زوجها (إمام مسجد الفلاح)، أننا نحتاج فعلا إلى الطعام ومنزل لنعيش فيه. أما فوزية أحمد فتقول: عشنا أياما صعبة لم نكن نملك فيها قوت يومنا، كما لم يكن لدينا مراتب لننام عليها، ولم يأت أحد لتفقد أحوالنا. وأشارت إلى أن عددا من الشابات والشباب المتطوعين تجولوا في حي قويزة لمساعدة الأسر، وهم أول من قدموا مساعدة للأهالي. وتضيف حامدة محمد علي (أرملة) ولديها طفلان تعيش في منزل شعبي، أن حياتها ازدادت صعوبة بعد وفاة زوجها، ولم تجد أي طعام أو شراب يسد جوع أطفالها، مطالبة الجهات المعنية بسرعة المساعدة، خصوصا وأن منزلها غير صالح للسكن على الإطلاق. وتشير فايزة محمد كابي، التي تعيش في منزل متهالك مع والدتها المسنة، إلى أنه لم يتبق لها من منزلهم شيء، فالسيل اقتحم الملابس والأثاث ولا نملك المال الكافي لإعادة تأثيثه، كما أننا نعاني من الجوع جراء الكارثة. وينطبق حال فايزة مع أسرة مكونة من ثمانية أطفال وتعولهم امرأة (أرملة) في عقدها الرابع، إذ كل محتويات المنزل ملوثة بالطين والأوحال، كما أن منزلهم خال من أنواع الطعام. وتكتفي امرأة مسنة تسكن وحدها في غرفة داخل منزل شعبي، بأنها لا تريد أكثر من شرب ماء بارد في لحظات الحر، مشيرة إلى أنه حتى هذا غير متوافر لها. فيما تطالب نوال عبده، التي شتت أسرتها السيل، بمنزل لتعيش فيه مع أطفالها، بعد أن وجد زوجها أن المنزل آيل للسقوط. من جانبه، قال المتطوع في لجنة المواطنة ياسر إبراهيم أسعد: بدأت حملتنا فعليا منذ ستة أيام، ونعمل من الصباح وحتى المساء في الميادين نتفقد خلالها أحوال سكان الأحياء المتضررة من كارثة السيول. وأشار إلى أنهم رأوا أسرا لا تريد غير وجبة طعام تأكلها، واستطعنا ضمن إمكانياتنا أن نؤمنها لها. وأشار إلى أنهم وزعوا ما يزيد على ألفي وجبة متكاملة، بالإضافة إلى المراتب والأدوات الصحية والأدوية والبطانيات، كما كتبت المتطوعات كل ما تحتاجه الأسر المتضررة. وأفاد أن عدد المتطوعات والمتطوعين ارتفع من 50 في بداية الكارثة إلى 400 متطوع حاليا، جميعهم يعمل بحماس لمساعدة الأسر المنكوبة، إذ ما نزال نبحث عن الأسر المحتاجة فعلا لمن يقف معهم. من جهتها، قالت المتطوعة لينا المعينة إن مشاركتها أثمرت عن مساعدات عديدة للسكان المتضررين، مشيرة إلى أن بعض صديقاتها تخوفن من دخول حي قويزة، ولكن الواقع كان عكس ذلك تماما، فلا أوبئة ولا أمراض في الحي، داعية الجميع أن يؤازروا هذه الأسر.