باشرت لجان التقدير المشكلة من المالية والداخلية أعمالها في حي بريمان (شمالي جدة) أمس للوقوف على حجم الأضرار التي تعرضت لها ممتلكات ومنازل 189مواطنا، وعاينت اللجنة خلال جولتها 90 موقعا أصيبت بأضرار متفاوتة. وبين ل «عكاظ» مصدر مطلع في لجان تقدير وحصر الأضرار أن أبرز المصاعب التي واجهتهم في عملهم عدم وضوح عناوين المتضررين وضعف مستوى تعاون عمد وأعيان الأحياء المتضررة في تسهيل وصول أعضاء اللجان إلى مواقع المتضررين، إضافة إلى عدم تواجد أرباب بعض الأسر المتضررة في مواقعهم خلال الجولات. وأطلع عروان الزهراني من سكان حي بريمان اللجنة على التصدعات والأضرار التي لحقت بمنزله وشرح لهم اللحظات العصيبة التي عاشها مع أسرته وهم يشاهدون أمواج السيول تتلاطم بقوة لتجرف كل ما يصادفها. بينما قال سالم الظويفري من سكان حي بريمان الجنوبي الشرقي خلال مرور اللجنة على السور الذي يملكه أن قوة السيول ووقوع الأسوار المجاورة له من الشمال في مجاريها جعلت المياه تنحرف باتجاه سوره وتتسبب في تدمير أجزاء منه. بدوره توضح سيدة من سكان الحي، وهي أرملة في العقد الخامس من العمر، أثناء كشف أعضاء اللجنة على منزلها أن السيول أحدثت تشققات في أجزاء من الجدران الخارجية فضلا عن تعرض المنزل الذي يؤويها وأبناءها لتسرب المياه من السقف عند هطول الأمطار. وفي شأن متصل، بدأ القسم النسائي في مركز حي المحمدية تقديم المساعدات العينية والغذائية للأسر المتضررة في حي بريمان أمس، إضافة إلى تقديم هدايا خاصة للأطفال كالألعاب والحلوى والعصائر. وأوضحت رئيسة المركز نوال علي أبو قايد أن المركز منذ اللحظات الأولى للكارثة باشر ميدانيا بتقديم المساعدات للمتضررين في أحياء قويزة وكيلو 14 وعدد من المواقع، وكذلك تعبئة استمارات عن أوضاع تلك الأسر قدمت للجهات المساهمة في التبرع. وأوضحت أبو قايد أن المركز قدم دعما نفسيا لبعض الأسر التي كانت بحاجة كبيرة إلى الإرشاد والتوجيه النفسي، وبدرجة موازية للمساعدات المادية والعينية المقدمة. وأضافت: «بعض الأسر كان يعاني بعض أفرادها من هلع وخوف وسماع أصوات جريان المياه، ونجحت المتطوعات في المركز الحاملات لمؤهلات علمية في علم النفس لإزالة الذكريات المؤلمة للكارثة من نفوسهم بعد إخضاعهم لجلسات توجيه وإرشاد نفسي.