سجلت حصيلة المتوفين في سيول جدة ارتفاعا يوم أمس بعد أن بلغ عددهم 117 شخصا، حيث تم العثور على جثة جديدة لرجل بعد مضي أكثر من 14 يوما على الكارثة. فيما بدأ العاملون في المحال التجارية في قويزة أمس في إعادة الحياة تدريجيا في شارع جاك المنكوب بالسيول، بعدما شرعوا في تنظيف محالهم من الطين والحجارة وإعادة تأهيلها بما يتناسب مع استقبال الزبائن مجددا خلال الأيام المقبلة، خاصة بعد تعرضهم لخسائر مالية فادحة بعد توقفهم الإجباري عن العمل، وفقدان كافة بضائعهم التي أتى عليها السيل. وانهمك العمال في ترتيب وتأهيل محالهم وشراء البضائع الجديدة اللازمة لها، في محاولة منهم لاستقبال الزبائن وتعويض خسائرهم التي وصلت إلى مئات الألوف. وسط ذلك انتشر عشرات من رجال الدفاع المدني في أراضي شرق جدة بحثا عن المفقودين من جراء السيول، حيث لا تزال بلاغات الفقد تشير إلى أن عدد المفقودين 49 شخصا، فيما قامت لجان الحصر وعددها (33) لجنة يعمل بها (84) عضوا من رجال الدفاع المدني، وعدد (33) عضوا من الإمارة، بحصر عدد المتضررين منذ بداية الحدث حتى صدور هذا البيان، وهي: ( 8865) عقارا وممتلكات، إضافة إلى (7829) مركبة، وبذلك يصبح إجمالي ما تم حصره من عقارات ومركبات (16694) ولا تزال اللجان مستمرة في أعمالها. كما تم إيواء 6656 أسرة بعدد 22535 فردا، وصرفت لهم جميعا إعاشة. استمرار عمليات الإيواء إلى ذلك، وصلت أمس معدات ووايتات شفط المياه على مفترق الطرق التي تحولت إلى برك راكدة داخل حي قويزة الشعبي، وتوافد عدد من المتضررين إلى اللجان التي شكلت لحصر الأضرار، وقد حضر العديد من المتطوعين الذين بادروا بتقديم خدماتهم للأسر المتضررة، وكان لذلك صدى إيجابي على مدار 15 يوما منذ بدء الكارثة، وقد رصدت “شمس” وجود العديد من المسنين وأرباب الأسر الذين قدموا بأوراقهم الرسمية التي طلبت منهم لتنفيذ القرارات الصادرة بهذا الشأن. وستبدأ الجهات المعنية مطلع الأسبوع المقبل بوضع الخيارات أمام المتضررين: إما بإيوائهم في الشقق المفروشة، إو إعطائهم بدل سكن أسبوعي إلى حين عودتهم لمنازلهم، وذلك عبر لجان شكلت في وزارة المالية. وقد قام الدفاع المدني بتجهيز تقارير مفصلة عن آلية استقبال المتضررين في الشقق، ووعد برصد عقوبات على من يرفض إسكانهم، تتضمن الإغلاق وسحب التراخيص لتلك المجمعات، وكانت بعض المجمعات مارست ضغوطا على المتضررين مقابل السكن، وبعضهم اعتذر بحجج واهية. ورصدت اللجان سيلا من الشكاوى في هذا الجانب. وكذلك تتضمن المساعدات التي توزع الأسبوع المقبل بدل إعاشة للزوج والزوجة، وكذلك الأبناء وفق آلية محددة لذلك. قويزة تتعافى ببطء واستعاد الحي الشعبي بعض ملامحه وأنشطته التجارية التي توقفت بفعل السيول التي قضت عليها، وتحول المكان الذي يشتهر بمطاعمه الشعبية وملامح الأبنية القديمة، وتعدد شرائح السكان فيه ما بين مواطنين ووافدين، إلى موقع يغلفه الهدوء، بعد أن كان أهله يستيقظون على رائحة أفران المطاعم ومحركات سيارات الأجرة، لم يعد يقطع ذلك الهدوء وآثار الكارثة سوى دوريات سيارات الشرطة والمرور وآليات الدفاع المدني ووايتات الشفط ونشاط تجاري بسيط بدأ يعيد الحياة نسبيا إلى سكان الحي. المساعدات تتوالى ومن جانب آخر، أنهت القوافل الطبية لجمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية بمنطقة مكةالمكرمة حتى الآن علاج 545 مريضا ومريضة من متضرري السيول التي اجتاحت جدة أخيرا، وما تزال الجمعية تقدم خدماتها الميدانية من خلال القوافل الطبية في المناطق المتضررة بمشاركة تطوعية من 18 طبيبا وممرضا يعملون ميدانيا لخدمة جميع الفئات. وأوضح الدكتور علي الفقيه الأمين العام لجمعية زمزم استشاري طب الأسرة والمجتمع بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز عضو هيئة التدريس بكلية طب الأسرة والمجتمع، أن الجمعية جندت قوافلها الطبية بهدف تقديم أرقى الخدمات الطبية وبشكل عاجل للمتضررين من السيول التي اجتاحت جدة أخيرا، مشيرا إلى أن الجمعية تقدم لهم خدمات فورية في مواقعهم، كما تصرف لهم الأدوية الطبية التي يحتاج إليها المرضى.