تجاوز حجم الخسائر التي تسببت فيها أمطار وسيول جدة مليارات الريالات، وذلك لما ألحقته تلك الأمطار والسيول من أضرار لحقت بالمباني والسيارات والممتلكات بشكل عام، ويغلب على من وقعت بهم تلك الخسائر انتماؤهم للفقراء وذوي الدخل المحدود، وهو الأمر الذي يؤكد أنهم يعيشون الآن مأساة إنسانية صعبة تتمثل في فقدانهم للمأوى ووسائل النقل، وكل ما تمكنوا من توفيره لأسرهم بعد سنوات من العمل والكد، وقد خففت من حجم المأساة التي تعرضوا لها التوجيهات الكريمة بتوفير المأوى لهم وإعانتهم على ما يمكن أن يوفر لهم سبل العيش، ريثما يتم تعويضهم عما وقع لهم من خسائر طالت الأرواح والممتلكات. خسائر المواطنين بلغت المليارات، والتعويضات التي سوف تصرف لهم من المال العام سوف تبلغ المليارات كذلك، فضلا عما سوف يتم إنفاقه من أجل إصلاح ما لحق بالطرقات والجسور والمباني العامة من أضرار. ولم يكن للمواطنين أن يخسروا ما خسروه، كما لم يكن للمال العام أن يتكبد كل هذه التعويضات لو أننا كنا نمتلك رؤية استشرافية تمكننا من توقع ما يمكن أن يحدث لمدينة تفتقر لأبسط وسائل السلامة في تصريف السيول أو لو أننا امتلكنا أذنا تصغي لكل ما كان يحذر منه الخبراء والمختصون من أن جدة مقبلة على كارثة إذا لم يتم معالجة الأخطاء التي تنخر بنيتها التحتية. لم يكن للمواطنين أن يذهبوا ضحايا لسوء التخطيط والتنفيذ، ولم يكن للمال العام أن يذهب للتعويض وإصلاح ما خربته الأمطار والسيول لولا غياب الوعي بمفهوم المدينة الآمنة والقادرة على مواجهة التحديات الطبيعية وأولها الأمطار والسيول، إن المسؤولين عن مشاريع صيانة هذه المدينة وحمايتها لم يمتلكوا رؤية استشرافية لمخاطر وتحديات الطبيعة، فالنتيجة كانت إضرارا بحياة المواطنين والمال العام، وهذا الأخير كان أولى به أن ينفق على المشاريع التي تطور المدينة بدل أن يذهب تعويضا للخسائر أو إصلاحا للأضرار. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة