من رجل دولة إلى وسيط تجاري (سمسار) يجمع مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط بين عمله السياسي ودفاعه عن قضايا مثل التغير المناخي وأفريقيا، وعمله في مؤسساته الدينية والرياضية إلى جانب خبرته في عملية التفاوض، حيث كشفت صحيفة (ميل أون صنداي) أمس، أن رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير تفاوض مع مخازن (تيسكو) البريطانية للمواد الغذائية لمساعدتها على فتح فروع لها في الشرق الأوسط مقابل مليون جنيه إسترليني. وقالت الصحيفة «إن المفاوضات بين بلير، الذي يشغل حاليا منصب مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، ومخازن تيسكو انهارت بعدما فشل الطرفان في الاتفاق على شروط الصفقة». وأضافت: إن هذا الكشف من شأنه أن يخرّب آمال بلير في تولي منصب أول رئيس للاتحاد الأوروبي؛ لأن منتقديه سيستخدمونه كدليل على أن اهتماماته تنحصر في مجال كسب المال أكثر من إحياء مسيرته كرجل دولة. ونسبت الصحيفة إلى مصدر مطلع لم تكشف عن هويته القول «إن الدور المقترح لبلير مع مخازن تيسكو هو ببساطة قيادة حملتها للدخول إلى أسواق الشرق الأوسط، وأرادت منه استخدام نفوذه السياسي والدبلوماسي لفتح أبواب هذه الأسواق أمام منتجاتها». وذكرت الصحيفة أن مخازن تيسكو أصيبت بخيبة أمل عميقة جراء عدم قدرتها على التوصل لاتفاق مع بلير، مشيرة إلى أن حساسية هذه القضية تمثلت في طريقة تعامل مكتب رئيس الوزراء البريطاني السابق ردا على استفساراتها، واحتاج المتحدث باسمه إلى 24 ساعة للرد على الطلبات المتكررة عن طريق الهاتف والبريد الإلكتروني. وقالت الصحيفة: إن مكتب رئيس الوزراء البريطاني السابق أصدر بيانا صاغ عباراته بدقة متناهية نفى فيه أن يكون بلير نفذ أي عمل بالنيابة عن تيسكو، أو أن تكون لديه أية علاقة تجارية مع هذه المخازن، وشدد على أنه يصرف جل وقته في القيام بنشاطات دون مقابل، خاصة عمله كمبعوث للجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، ودفاعه عن قضايا مثل التغير المناخي وأفريقيا، وعمله في مؤسساته الدينية والرياضية. وأشارت الصحيفة إلى أن مخازن تيسكو تملك ألفي فرع عبر العالم وتريد توسيع خدماتها لتشمل منطقة الشرق الأوسط التي لا تمتلك فيها أي فرع، بعد نجاح تجربة مخازن الألبسة (ماركس آند سبنسر) في دبي وعُمان والبحرين. وقالت (ميل أون صنداي) إن مصادر قريبة من بلير أصرت على أن المفاوضات بين الأخير ومخازن تيسكو لم تنهر بسبب المال، من دون أن توضح الأسباب التي قادت إلى فشلها. وأضافت الصحيفة أن هذا الكشف يأتي مع بروز تفاصيل جديدة عن المصالح التجارية في الشرق الأوسط لبلير، الذي تردد بأنه كسب 15 مليون جنيه إسترليني من وراء نشاطاته التجارية منذ أن ترك منصبه كرئيس لوزراء بريطانيا عام 2007.