لعل في التوجه الأخير، الذي فرضته منظمة الصحة العالمية على كل دول العالم لمكافحة انفلونزا الخنازير، بارقة مفردات ثقافية جديدة تضاف إلى دول العالم العربي بشكل خاص. وقد تأثرت به كل المجتمعات بدون شك، بما في ذلك مجتمعنا المحلي. على سبيل المثال، تأثر المجتمع في عادات التقبيل والمصافحة عند مقابلة الأفراد مع بعضهم البعض، وقد وصل في بعض العلاقات مثل علاقة زمالة العمل - إلى درجة تنبئ بتغير جذري لهذه العادة. بمعنى أن المجتمع قد شكل ثقافة جديدة، حول الترحيب والحميمية الشخصية، قابلة لأن تطغى على الثقافة القديمة لتصبح أي الثقافة الجديدة رمزا للوقاية والنظافة والسلوك الحضاري. وعن قريب، سيصنف ممارس التقبيل عند الترحيب، على أنه (غير حضاري). ولكن هذا ليس هو جوهر قضية (النظافة) التي لم تظهر للأسف إلا خوفا من وباء عالمي، رغم أنها قاعدة أساسية من قواعد الدين الإسلامي الحنيف. فجوهر القضية يجب أن يتجاوز مرحلة الشكليات ليتحول إلى قوانين وقواعد وأنظمة يلتزم بها الجميع. المطلوب هو أن يتم استغلال (صحوة النظافة العامة) لوضع أنظمة وقوانين لمن يمارس سلوكيات فردية (مقززة) تساهم في انتشار الأوبئة والأمراض العامة. والمقصود بالسلوكيات الفردية هنا هو (البصق على الأرض، وتنظيف الأنف على الجدار، والتبول على جانب الطريق... إلخ) في الأماكن العامة دون مراعاة لمبدأ النظافة العامة. كل هذه السلوكيات يجب أن توضع لها قوانين، لتصبح مخالفات تستوجب غرامات مالية، وربما ملاحقة قانونية من وزارة الصحة، لمن يمارسها. رجاء نرفعه إلى أصحاب القرار أن يتم وضع قوانين تتعلق بالنظافة العامة، وأن يتم وضع مخالفات وغرامات مالية على كل من يكسر تلك القوانين. فالمرحلة التي يمر بها المجتمع حاليا هي أنسب وقت لوضع مثل تلك القوانين والمخالفات، لفرض مفردة ثقافية جديدة يلتزم بها المجتمع، وهي مفردة (النظافة العامة من أجل مصلحة الجميع). [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 105 مسافة ثم الرسالة