أوضح الأمين العام لمركز رؤية للدراسات الاجتماعية الدكتور إبراهيم الدويش أن التماسك الأسري يحمي الأطفال من السلوك الشاذ، مشيرا إلى أن الأسرة هي اللبنة الأولى للمجتمع الذي يسعى الإسلام لإصلاحه، ويطبق فيه المنهج الذي أراده الله للإنسان. وقال «إن الأسرة هي الوضع الفطري الذي ارتضاه الله لحياة الإنسان»، لافتا إلى أنه «مفتقر إلى الأسرة المتماسكة في مراحل عمره جميعا، لذا فإن الطفل لا بد أن ينشأ فيها، لكيلا ينمو مبتور العواطف وشاذا في سلوكه، فهو لا يجد أنسه وسعادته في غيرها، بل لا ترضى فطرته بديلا عنها، فمن يعش في غيرها يظل مفتقرا لحماها، متعطشا إلى عواطفها ومشاعرها؛ فالمشاعر والعواطف التي تنمو في الجو الأسري هي نعمة ورحمة تقي من التعاسة والشقاء». وأضاف: من هنا ينبغي على العقلاء والنبلاء المسارعة إلى تأسيس وتشجيع المؤسسات والجمعيات التي تخدم الأسرة وأفرادها، وتعنى بتوعيتها وحل مشاكلها في زمن انشغل فيه الأبوان بالوظيفة والعمل عن البيت والأسرة والأولاد بشكل واضح ومخيف، فمثل تلك المشاغل تهدد كيان الأسرة ووظيفتها النبيلة، فلا بد من تثقيف وتوعية الأبوين بخطورة ذلك. واستطرد قائلا: لا تخلو أسرة من المشاكل، لكن السعيدة هي التي تعرف طريقة احتواء مشاكلها وحلها بحكمة وصبر وروية، فهناك عدد من الأحاديث النبوية الشريفة تعكس لنا حكمة وحنكة النبي صلى الله عليه وسلم في الإرشاد والتوجيه، والتعامل مع المشاكل الأسرية، فقد كان شديد العناية بالمشاعر وفهم النفسيات، قبل التوجيه والإرشاد، كما في حديث عائشة رضي الله عنها حين قالت: «قال لي رسول الله: إني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإذا كنت علي غضبى»، قالت: «فقلت: ومن أين تعرف ذلك؟، قال: أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى قلت: لا ورب إبراهيم، قالت: أجل، والله يا رسول الله، ما أهجر إلا اسمك»، فهذا الحديث يبين دقة عناية الرسول صلى الله عليه وسلم بمشاعر السيدة عائشة رضي الله عنها وانطباعاتها حتى صار يعلم رضاها وغضبها من أسلوب كلامها، فإذا فهمت النفسية جيدا تولد نوع من الوعي الرفيع للتعامل مع المشاكل.