عاد المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية أمس باتجاه الصعود، ليضع أول لبنة لتحقيق هدفه المرسوم عند خط 6620 نقطة، حيث سجل أمس قمة جديدة عند مستوى 6456 نقطة في محاولة للخروج من المنطقة المحيرة والممتدة بين خط 6353 إلى 6422 نقطة، عن طريق القطاع المصرفي، وبدعم الشركات القيادية فئة الصف الثاني، مستفيدا من نتائج الشركات التي تم الإعلان عنها كأرباح للربع الثالث. وتعتبر نتائج المصارف من أولى النتائج التي ينتظرها المساهمون والتي في ضوئها يتم بناء واتخاذ القرار الاستثماري من عدمه عند الأغلبية. ونظرا لتزامن الإغلاق الأسبوعي مع صدور أغلب نتائج هذا القطاع لم تكن الصورة واضحة بشكل دقيق، فلذلك سيطرت المضاربة على مجريات الجلسة، وكانت على أشدها في نصف الساعة الأخيرة من الجلسة، وربما يكون لتسرب الأرباح الإيجابية لبعض الشركات قبل الإعلان عنها دور في ذلك، حيث اعتادت السوق أن يسبق السعر الخبر سواء سلبيا أم ايجابيا. وقد افتتحت السوق تعاملاتها اليومية على صعود كحركة احترافية من الصانع، الهدف منها إعطاء المؤشر العام مساحة أوسع وأرحب للتحرك اليومي والابتعاد عن منطقة الكسر الأولى والمحددة عند مستوى 6353 نقطة كإغلاق، وكذلك في محاولة أيضا للابتعاد عن منطقة الكسر الثاني والمحددة عند 6324 نقطة، والتي يعني كسرها خروج المضارب اليومي وإعادة ترتيب المحفظة من جديد، حيث اكتفى أمس بتسجيل قاع يومي عند مستوى 6349 نقطة وقمة عند مستوى 6456 نقطة ليغلق على ارتفاع بمقدار 98 نقطة أو ما يعادل 1.5 في المائة، كما كان لارتفاع السوق مع بداية الجلسة مغزى امتصاص تدفق السيولة وذلك يتضح من خلال عدم بلوغها أكثر من مليار في الساعة الأولى، حيث كان من الأفضل أن تكون سيولة الجلسة مقاربة لحجم سيولة الجلسة السابقة، بشرط أن لا يبالغ المؤشر العام في الصعود أكثر من 90 نقطة، إلا إنها كانت عالية نوعا ما، وكانت تتدفق بشكل أقوى مع قرب انتهاء الجلسة، فكما أوضحنا في تحليلات سابقة أن المؤشر العام أمامه منطقة مقاومة تمتد ما بين 6427 إلى 6475 نقطة تحتاج إلى مؤهلات مطلوبة، وفي مقدمتها أن يتجاوز سهم سابك سعر 82 ريالا ولا يعود إلى كسر سعر 77.5 ريال، فمن أبرز الأخطاء التي يقع فيها المساهمون في مثل هذه الأوقات الشراء على سعر الدعم، وقبل اختراق القمة، فعندما يتم تراجع السوق عن إحدى الشركات القيادية، يتعلق المساهم وقتا غير متوقع، مما يضطره إلى البيع بخسارة أو البقاء في السهم حتى تتراكم الخسائر، فمن الأمثل أن يتم شراء السهم بعد تجاوز القمة وليس على خط الدعم وبالذات للمضاربين غير المحترفين. وقد تجاوز حجم السيولة اليومية 5.6 مليار ريال مسجلة هي الأخرى قمة جديدة، وتجاوزت كمية الأسهم المنفذة نحو 257 مليون سهم، استقطع سهم الإنماء منها ما يقارب 53 مليون سهم وكيان نحو 28 مليونا، وجاءت الكمية موزعة على أكثر من 125 ألف صفقة، وارتفعت أسعار أسهم 103 شركات، احتل الصدارة سهم وقاية. وكان من الملاحظ عدم إغلاق أكثر من شركة على النسبة القصوى رغم حدة الارتفاع مقارنة بالجلسات السابقة، وتراجعت أسعار أسهم 22 شركة لم تتجاوز أعلى نسبة نحو 2.19 في المائة وذلك لسهم أسواق العثيم.