استجوبت الجهات الأمنية أمس السائق الخاص لأستاذ الآثار والفنون الإسلامية في جامعة أم القرى الدكتور ناصر الحارثي وعاملة المنزل، في إطار تحقيقاتها لكشف غموض أسباب وفاته. وكشفت ل «عكاظ»مصادر أمنية عن وجود وصية تركها الفقيد لأبنائه، إثر عثورها عليه متوفى في مكتبه الخاص، ويلتف حول عنقه شماغه الذي يرتديه عادة في خلوته مع نفسه داخل مكتبه الذي يعتبر منطلقا لأبحاثه ومؤلفاته. وتتواصل التحقيقات في الحادثة، لمعرفة أسباب وفاة الدكتور الحارثي الحقيقية، رغم أن الجهات الأمنية أكدت فرضية الانتحار، وفق دلائل تشير إلى ما ذهبت إليه فرق التحقيق، بالاستناد إلى جثة المتوفى معلقة بشماغ (أحمر اللون) ومربوط بسقف مكتبه في وتد الإضاءة، كما استندت إلى الوصية المكتوبة بخط يده. وفيما فتحت دائرة النفس في هيئة التحقيق والادعاء العام أمس ملف القضية التي أشغلت الوسط الأكاديمي في مكةالمكرمة، تولت مهمة البحث عن دلائل قد تغير مسار القضية، التي أحيلت إلى جهة الاختصاص للبحث والتنقيب في ملف وفاة أكاديمي بظروف غامضة. وأكد ل «عكاظ» الناطق الرسمي لشرطة العاصمة المقدسة الرائد عبد المحسن الميمان أن الحارثي قضى منتحرا «بحسب الدلائل والقرائن الأولية للحادثة»، تاركا في المقابل مجالا لما قد تسفر عنه تحقيقات هيئة التحقيق والادعاء العام من تفاصيل جديدة، مشيرا إلى توليها ملف القضية، مرفقا فيه جميع ما عثر عليه داخل مكتب الحارثي الخاص. وأفاد أن الجهات الأمنية استجوبت السائق الخاص وعاملة المنزل، مؤكدا أن نتائج التحقيق سيكشف عنها في حال إغلاق ملف القضية، فيما تتولى دائرة النفس تسليم جثة الدكتور الحارثي إثر صدور التقرير النهائي للطبيب الشرعي. وكشفت ل «عكاظ» مصادر في هيئة التحقيق والادعاء العام عن أن وصية الدكتور الحارثي تضمنت مطالبته لذويه تسديد ديونه والاعتناء بأبنائه، مشيرة إلى أن تسليم الجثة قد يكون صباح الثلاثاء المقبل، فور صدور التقرير النهائي للطبيب الشرعي، وأخذ موافقة الأسرة على أسباب الوفاة.