.. يحل بنا العيد وفي قلوب الكثيرين مناغصة، وفي النفوس حسرة. غصة على الذين فرق الموت بيننا وبينهم بالمرض، أو بحوادث السيارات التي بات ضحاياها بكثرة تفوق الحصر ولا نملك إلا أن نسأل الله لهم المغفرة ولذويهم الصبر. وحسرة تؤجج الألم في النفوس من الذين تجاهلوا صلة الرحم، وتناسوا المعروف والإحسان لذويهم بما شغلهم من الماديات، أو بما في نفوسهم من ضغائن لا مبرر لها، في الوقت الذي كان جديرا لهم أن يهتبلوا مناسبة شهر رمضان ويتواصلوا مع الذين قاطعوهم ويتعاطفوا مع من كان لهم بهم صلة قرابة أو رحم أو حتى مودة. ولئن انقضى شهر رمضان الكريم فإن في مناسبة حلول عيد الفطر فرصة للتواصل والتعاطف مع كل ذي صلة، بل وحتى مع الذين نصادفهم في حياتنا لأن السلام كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة والتبسم في وجه أخيك صدقة. وفيما روى أنس رضي الله عنه قال: كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ! فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من ضوئه قد علق نعليه بيده الشمال، فلما كان الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضا، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال: إن لاحيت أبي فأقسمت أني لا أدخل عليه ثلاثا، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت، قال: نعم. قال أنس: فكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه إذا تعار تقلب على فراشه ذكر الله وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر، قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرا، فلما مضت الليالي الثلاث وكدت أن أحتقر عمله، قلت يا عبد الله لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجرة، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرات: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة. فطلعت أنت الثلاث المرات، فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي به، فلم أرك تعمل كبير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما هو إلا ما رأيت ، فلما وليت دعاني فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا ولا أحسد أحدا على خير أعطاه الله إياه، قال عبد الله: فهذه التي بلغت بك وهي التي لا تطاق. فاللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ويا عباد الله فلئن كان للعيد فرحة فإن تمام الفرحة بالتواصل مع الأهل والأصدقاء والعفو حتى مع من أساء إلينا، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ألا أدلكم على ما يرفع الله به الدرجات. قالوا: بلى يا رسول الله. فقال: تحلم على من جهل عليك وتعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك.. وأختم بالذي يهدي إلى الرشد، فقد روي أن الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه شاهد ولدا له يوم عيد، وعليه قميص خلق ممزق فبكى فقال له: ما يبكيك يا أبي ؟ فقال: يا بني أخشى أن ينكسر قلبك في يوم العيد إذا رآك الصبيان بهذا القميص الخلق. فقال: يا أمير المؤمنين إنما ينكسر قلب من أعدمه الله رضاه أو عق أمه وأباه ، وإني أرجو أن يكون الله راضيا عني برضاك فبكى عمر رضي الله عنه وضمه إليه، وقبله بين عينيه ودعا له، فكان أغنى الناس بعد وفاة أبيه. وكل عام والجميع في حب وتعاطف ورحمة. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة