وفق العديد من التكهنات حول طبيعة منظمة البنائين الأحرار، المعروفين باسم «الماسونية» وكثرة الإشاعات حول أسرارها وتمكنها من حكم العالم من وراء الكواليس، إضافة إلى طابع الكتمان المحيط بها، عمد أحد أعضائها الكاتب الأمريكي، غي كيني، بإصدار كتاب بعنوان «الأسطورة الماسونية»، ليميط اللثام عن المنظمة التي حيرت الكثيرين. وحول سبب انضمامه للماسونية، أشار كيني في مقابلة مع مجلة «تايم» الأمريكية، إلى أنه كان مهتما بالماسونية منذ السبعينيات وقرأ العديد من الكتب حولها ما أثار حيرته، فقرر عام 2000 أن يجرب بنفسه وأن ينضم إلى المنظمة الشهيرة. وبين كيني أن سبب عدم رغبة الماسونيين في دعوة الناس إلى الانضمام إليهم، هو نظرا لأنهم لا يريدون إجبار الناس على القدوم دون رغبتهم، فهم يريدون المنضمين أن يأتوا لأسبابهم ولرغبتهم الخاصة في الانضمام. وبالنسبة لشروط الانضمام إلى الماسونية، ذكر كيني أنه يجب على الشخص بداية أن يكون ذكرا، وأن يملأ ورقة طلب للانضمام، والتي تشمل أسئلة غريبة، مبينا أن المنظمة لا تتبع دينا معينا، لأن الطريقة التي تطورت فيها طقوس الدخول بالماسونية تفترض أن الماسوني يملك إيمانا. إضافة إلى ذلك، بحسب كيني، فإنه يجري سؤال الشخص الراغب في الانضمام إلى المنظمة، إن كانت قد تمت إدانته بجريمة كبرى، وهي أهم سؤال يمكن المرء من النجاح أو الفشل في الانضمام، وزيادة على ذلك يجب أن يكون «ماسوني المستقبل» قادرا على تحمل أعبائه المالية وألا يكون عالة على المحفل الذي سينضم إليه. وشرح كيني تفاصيل انضمامه إلى المنظمة قائلا: «عندما حضرت إليهم وضعوني في غرفة تحضير، والتي كان فيها بعض الملابس التي كان يجب علي أن أرتديها، ومن ثم أعطوني عصبة للعينين، ويتم إجراء «الالتزام» أو القسم عند مذبح في منتصف غرفة المحفل، وهو ببساطة مجرد طاولة موضوع عليها الإنجيل أو أي كتاب مقدس آخر يؤمن به الشخص». وأضاف : «ومن ثم يقومون بجعلك تمشي حول الغرفة لتتعرف على المسؤولين الأساسيين، وبعد ذلك ترى رئيس المحفل أمامك وهو يرتدي قبعته الطويلة، فهذه الطقوس تقليدية جدا تعود إلى مطلع القرن التاسع عشر». وأردف «وبعد طقس الدخول، وهو ينطبق على جميع درجات الماسونية، يلقي عليك رئيس المحفل محاضرة حول تاريخ المجموعة ورموزها، والتي يكون قد حفظها حرفيا، فهذه الرموز والطقوس لم تتغير منذ مائتي عام». وأفاد كيني بأنه لن يكشف عن بعض الأسرار، مثل الطرق التي يتعرف بها الماسونيون على بعضهم البعض، سواء عبر طرق مصافحة الأيدي وبعض الكلمات التي تقال كجزء من الطقوس، لأن المنظمة لا تريد دخول المتطفلين إلى اجتماعاتها وجلساتها.